هذا الاستدراك إذا أجرينا الكلام على الوجه الذي رآه الأستاذ فجعلناه:(ولم أذكر ما ذكرت إلا لكوني أعرف منك الكرم ولكن أحببت الخ) والتأمل في سياق الكلام يبين أن لا وجه إلا ما جاء في متن الكتاب
١٩٩: ٣ (لم تدر أيّهما تأخذ) قال: والصواب أيّهما بالنصب. وصدق، فالنصب أقر وأرجح وإن يكن للرفع وجه فما قصدته
في تحقيق النص
أورد الأستاذ تحت هذا العنوان مآخذ:
ص٢٦ س١٠:(مثل الحراث الذي يثير الأرض ويعمرها ابتغاء الزرع لا العشب). قال:(فما وجه العمارة في طلب الزرع؟ الصواب يغمرها أي بالماء). وأقول:(إن الزرع ضرب من عمارة الأرض لا ريب). وما أحسب الكاتب إلا حاكي الآية القرآنية:(وأثاروا الأرض وعمروها). ولا يعتبر عن سقي الأرض بغمرها؛ فكلمة يغمرها بعيدة من سياق الكلام هنا
ص٣٨ س٣: في الحديث عن الجنين: (منوط قمع سرّته إلى مريء بأمعائها). قال الناقد: وهو كلام متهالك مضطرب؛ فما العلاقة بين سرة الجنين وأمعاء الأم؟ إلى أن قال:(أما كلمة مريء فعجيبة أيضاً). وانتهى إلى أن صواب الجملة:(منوط بمعي من سرته إلى مراقّ رحمها)
إن كان الأستاذ يريد أن يغلط الكاتب الذي كتب باب برزويه فليجادله في التشريح كما يشاء؛ وإن كان يريد أن في الكتاب تحريفاً لم نهتد إلى صوابه فلست أرى رأيه. عبارة الكتاب:(منوط قمع سرّته إلى مريء بأمعائها يمص به من طعامها وشرابها وبذلك يعيش ويحيا) وظاهر أن الكاتب يرى أن الجنين يصل بين سرته وأمعاء أمه مريء أي مجرى للطعام كالمريء الذي بين حلق الإنسان ومعدته؛ وأنه يتغذى من طعامها بهذه الصلة. فالكلام بيّن معرب عن مراد الكاتب صواباً أم خطأ. وفي نسخة شيخو (منوط من سرته إلى سرة أمه وسلك السرة يمص من طعامها وشرابها) وفي نسخة طبارة (منوط بمعي من سرته إلى سرة أمه ومن ذلك المعي يمص ويقتبس الطعام) فالفرق بين نسختنا وهاتين النسختين أن سرة الجنين تفضي بهذا المعي أو المريء إلى سرة الأم أو أمعائها. وعبارة الطعام والشراب تدل على أن الاتصال بواسطة سرة الأم أو بغير واسطتها ينتهي إلى الأمعاء،