من الكشمير الأحمر، وقد يرتدي لاعتبارات أخرى ثياب أنثى، فيلبس إليلك والسلطة والقرص والصفا وغيرها من حلي النساء، ليجذب العين الحاسدة إليها ويلهيها عن شخصه. وتستعار هذه الملابس عادة من بعض السيدات الموسرات، وتكون من أفخر الملابس وأبهاها كما تكون كافية السعة لتلائم الولد. ويستعار كذلك حصان جميل العدة ليركبه المحتفل به. ويمسك الولد بيده اليمنى منديلاً مطرزاً مطوياً يضعه باستمرار أمام فمه ليحجب بعض وجهه اتقاء شر العين. ويتقدم المحتفل به صبي الحلاق الذي سيقوم بعملية الختان، وثلاثة من الموسيقيين أو أكثر؛ وآلاتهم لا تتعدى المزمار والطبول، كما ترى في (شكل ٣١). فالشخص الذي يتقدم الموكب هو صبي الحلاق - كما ذكر - ويحمل (الحمل) وهو صندوق خشبي نصف أسطواني ذو قوائم أربع قصيرة، يزين وجهه قطع من المرايا ومن النحاس البارز النقش، ويغطي ظهره بستار. وهذا الحمل وهو شعار الحلاق. ويحمله الخادم بالطريقة المبينة في الرسم ثم يتبعه الزمار والطبالان (وقد يتقدم بعضهم الحمل)، ثم الولد يقود جواده سائس؛ وأخيراً يمشي خلفه الكثير من القريبات والصديقات. وكثيراً ما يحتفل بختان ولدين مما وقد يحملهما حصان واحد. أما موكب العرس الذي كثيراً ما يتضمن موكب ختان كما سبق فسنتكلم عنه في حينه. وسنذكر أيضاً وصفاً لبعض العادات الأخرى المتعلقة بالختان وبالأخص واحدة منها أقل شيوعاً وأكثر وجاهة، في الفصل المتعلق بمختلف الأفراح والأعياد الخاصة
وقلما يبذل الأبوان كثيراً من وقتهما أو انتباههما في تربية الطفل تربية ذهنية، قانعين بتثبيت بعض المبادئ الدينية في ذهنه الصغير، فإذا كانت لديهم المقدرة، يعهدون به للمدرسين. ويلقن الطفل في سن مبكرة بقدر الإمكان الشهادتين وحب الإسلام. وأكثر أطفال الطبقات العليا والوسطى، وبعض أطفال الطبقات الدنيا يتعلمون في الكّتاب القراءة وتلاوة القرآن أو ترتيله؛ ثم يتعلمون بعد ذلك أغلب قواعد الحساب الشائعة
والكتاتيب كثيرة العدد لا في العاصمة فحسب، بل في كل مدينة كبيرة، كما يوجد في كل قرية كبيرة مدرسة واحدة - على الأقل - ويلحق بكل مسجد وسبيل وحوض في العاصمة كتّاب يتعلم فيه الأطفال بأيسر الأجور؛ إذ يتناول (الشيخ) أو (الفقي) كل خميس من أب الطالب نصف قرش أو أي شيء آخر. ويتناول مدرس المدارس الملحقة بالمساجد أو