تنفذ الولايات المتحدة رغبة اليابان وتتركها تقضي على الصين - وهي بمثابة خط دفاعها الأول - ولذا ينادي أصحاب هذا الرأي بوجوب قطع التجارة مع اليابان، لأن اليابان تنفق ثمن ما تصدره من الحرير إلى الولايات المتحدة على جيوشها في الصين، فإذا ما قطعت التجارة عنها أصبحت اليابان عاجزة عن مواصلة هذه الحرب، كما يرون ضرورة تصدير المؤن والذخائر إلى الصين لتكون أقدر على الدفاع عن نفسها وإنهاك قوى اليابان. ويرون كذلك أن اليابان - إذا لم تقف الولايات المتحدة في وجهها - ستحتل جزر الهند الشرقية الهولندية؛ وعندئذ تقطع عن أمريكا ما تستورده من المطاط والقصدير وتملي عليها ما تشاء من الشروط في سبيل الحصول على حاجتها من هاتين المادتين. وهناك نقطة أخرى وهي أن الشعب في الولايات المتحدة ومن ورائه الشعوب الأمريكية اللاتينية يؤيد السياسة القائلة بمساعدة الصين؛ فإذا ما كفت الولايات المتحدة عن هذه المساعدة ثارت روح الاستياء في الرأي العام الأمريكي. كذلك إذا تركت الولايات المتحدة أمر جزر الفليبين التي تعتمد على حمايتها وتثق بها، فإن هذه الجزر ستكون بلا شك عرضة للغزو الياباني وهذا ما يسبب حنق الشعوب اللاتينية أيضاً وهو ما يخشاه رجال الحكم في الولايات المتحدة، وينقسم أنصار السياسة السلمية إلى فريقين: فريق يرى أن قوة اليابان وخطرها على الولايات المتحدة أمر مبالغ فيه، إذ أن اليابان منهمكة بكل قواها في الحرب الصينية وليس في مقدورها محاربة الولايات المتحدة أو تهديدها تهديداً فعالاً؛ فليس على أمريكا أن تشغل نفسها بمشاكل الشرق الأقصى إذ يمكنها أن تستعيض عن المطاط الذي تستورده من جزر الهند الهولندية الشرقية بمطاط صناعي؛ ويمكنها أيضاً استيراد ما تحتاجه من القصدير من أمريكا الجنوبية كما أن كلتا الدولتين سوق رابحة للأخرى ليس من المصلحة الاستغناء عنه.
ويرى الفريق الآخر أن المحالفة العسكرية الثلاثية بين اليابان وألمانيا وإيطاليا قد وضعت أمريكا أمام مشكلة الحرب في المحيطين الهادي والأطلنطي؛ وليست أمريكا الآن على استعداد لهذه الحرب حتى يتم بناء أسطولها الجديد. لذلك يرون وجوب حل المشاكل القائمة بين الولايات المتحدة واليابان حلاً سلمياً والعمل على تركيز جهود الأسطول الأمريكي في المحيط الأطلنطي ضد ألمانيا وإيطاليا.