وفي سبتمبر سنة ١٩٤٠ أمضت اليابان المحالفة العسكرية الثلاثية مع ألمانيا وإيطاليا، وينطوي هذا التحالف على أن تشترك الدول الثلاث المتحالفة في الحرب ضد أية دولة - ومنها الولايات المتحدة - ورمت اليابان من وراء ذلك إلى ضمان اشتراك ألمانيا وإيطاليا معها إذا اشتبكت في حرب مع الولايات المتحدة وفي أكتوبر سنة ١٩٤٠ ألقى وزير خارجية اليابان بياناً أوضح فيه سياسة بلاده حيال الولايات المتحدة فقال:(إنني أوجه هذا التحدي إلى الولايات المتحدة، فإنها إذا رأت أن تؤثر الإقدام في عمى وتعصب على أن تعمل ما من شأنه إحداث تغيير في الحالة الراهنة في المحيط الهادي نستقدم على محاربتها)
تلك هي سياسة اليابان التي اتبعتها والخطط التي انتهجتها فما هو رأي الشعب الأمريكي حيال هذه السياسة؟
يمكننا تلخيص آراء الأمريكيين في رأيين:
أحدهما يرمي إلى إتباع سياسة سلمية في كل علاقة بين بلاده واليابان.
والرأي الآخر يرى أنه لا بد من مقاومة المطامع اليابانية ووقفها، بل القضاء عليها بالقوة قبل أن يتسع نطاقها وتطغى على أمريكا وتصبح أمام خطر يهدد كيانها ويصعب مغالبته. فعلى أمريكا أن تأخذ أهبتها لمقاومة هذا الخطر. وفي هذا يقول ليبمان الثقة الأمريكي (إن خير وسيلة للدفاع عن الجزر ليست مجرد حشد الأساطيل حول سواحلها لحراستها وارتقاب هجوم العدو، ولكن بمباغتته في عقر داره وتحطيم الموانئ التي يأتي منها الغزو وتأمين المسالك البحرية)
وبعد انهيار المقاومة الأوربية وسيطرة الدول الديكتاتورية على أوربا أخذ الرأي العام الأمريكي يميل إلى مساعدة الدول التي تناهض الديكتاتورية حتى ولو أدى ذلك إلى تدخل أمريكا الفعلي في الحرب. ويقول أصحاب هذا الرأي إنه ليس على الولايات المتحدة أن تتجاهل ما تقوم به اليابان في الشرق الأقصى، كما أنه ليس في الإمكان تهدئة اليابان وتسوية المشاكل القائمة تسوية سلمية ما لم تقبل أمريكا ما تمليه عليها اليابان.
فاليابان ترغب في أن تنفض أمريكا يدها من النزاع القائم بينها وبين الصين وأن تكف عنها المساعدة، وبمعنى آخر تتخلى أمريكا عن مبدأ حرية التجارة، وعلى ذلك تصبح الصين بمعزل عن المعونة الخارجية مما يسهل مهمة اليابان في القضاء عليها. ولكن كيف