جري به قلمي، وهي من صفحة ٣٨٩ إلى صفحة ٣٩٩، ولا أستطيع تلخيص تلك الصفحات في هذا المجال، طلباً للنجاة من الدخول في معارك نفضت من غبارها يدي، فقد راضتني الأيام بعد الجموح، وانضممت كارهاً إلى العصابة التي تقول بأن الرياء سيد الأخلاق!
هذه الصفحات تنفعك في الامتحان، لأنها تشهد بأنك وصلت إلى الأسرار المطوية في كتاب (الأخلاق عند الغزالي) وذلك هو الغرض المنشود، ولكنها ستضرك وستؤذيك، لأنها ستفرض عليك أن تزن (المسئولية الأخلاقية) بميزان جديد وأنت في غنى عن هذه المتاعب الثقال!
كلمة تنفع شباب الجيل الجديد
قد يكون فيكم من يتوهم أن اللجنة التي تحتكمون إليها في مسابقة الأدب العربي يسرها أن تراكم أبواقاً تحكي ضلالات المجتمع في فهم الأدب والأخلاق، هيهات ثم هيهات، فستؤلف تلك اللجنة من رجال وزارة المعارف ورجال كلية الآداب، فأفهموهم بلسان الحال ولسان المقال أنكم طلائع الجيل الجديد، وأنكم جديرون بما لهم فيكم من آمال
وبالنيابة عن اللجنة أوصيكم بدرس ما يطيب لكم من مواد الكتب المقررة للامتحان الشفوي، على شرط أن تعلنوا اللجنة بذلك، وعلى شرط أن يكون لكم في التعقيب إلى المؤلفين آراء تجعلكم من أرباب الفكر الأصيل
ليس المهم أن تقرءوا الكتاب من الألف إلى الياء، ولكن المهم أن تدركوا سريرة المؤلف، وأن تحاسبوه بنزاهة وإخلاص
أنتم في السنة التوجيهية إلى كليات الجامعة المصرية فأفهموا لجنة الامتحان أنكم انتقلتم من التحصيل إلى التفكير، فالتفكير هو الغرض المنشود
وسنتكلم في الأسبوع المقبل عن (إبراهيم الكاتب)؛ فإلى اللقاء