قصة (إبراهيم الكاتب) قصة غرامية، وفيها ألوان من اضطرام العواطف والأحاسيس، فكيف جاز لوزارة المعارف أن تقررها لمسابقة الأدب العربي بين طلبة السنة التوجيهية، مع أن هذه الوزارة كان يؤذيها أن يكون في المحفوظات المقررة شيء من الغزل والتشبيب؟
تلك وجهة جديدة في وزارة المعارف، فهل نراها بمنجاة من الانحراف؟
ولكن، ماذا جنت وزارة المعارف في عهودها السوابق من إخفاء قصائد الحب عن التلاميذ؟ هل جعلتهم أقوى من تلاميذ إنجلترا وألمانيا، والحب عند هاتين الأمتين له في جميع النصوص الأدبية مكان؟
لوزارة المعارف عندنا صوت في إدارة الإذاعة اللاسلكية، فهل اعترضت على أغاني الحب؟؟ وكان لوزارة المعارف رأي في توجيه الفرق التمثيلية، فهل اعترضت على الروايات التي يقع فيها تقبيل وعناق؟؟
آن لوزارة المعارف أن تعرف أنه لا موجب للهرب من المطالب الروحية، وأن الحزم كل الحزم في أن تتولى هي تربية العواطف في صدور التلاميذ، لا أن تترك عواطفهم لرياضة الجهلة من السفهاء.
المحرم هو الإسفاف في تصوير الشهوات، أما تشريح عاطفة الحب باعتبارها عاطفة إنسانية، فهو غرض يوجبه التعليم والتثقيف.
وما قيمة الحرص على إخفاء الجمال مصوراً في قصيدة وجدانية، وهو يعرض كل لحظة في شوارع القاهرة، وقد يباع بلا ميزان؟
كونوا أساتذة التلاميذ في جميع الشئون، واحترسوا من تركهم تحت رحمة الأهواء، واعلموا أن شغف التلاميذ بالنظر في أحاديث الحب يرجع إلى إصراركم على القول بأنه حرام لا مباح، فقديماً قيل: كل ممنوع متبوع.
وسلام على إبراهيم - إبراهيم الكاتب - من صديقه الحميم: