إبراهيم الكاتب قصة غرامية تفرعت إلى شجون وصفية واجتماعية، وقد تحدث المازني في المقدمة عما سلك من طرق التأليف، بإسهاب يغني عن النص على ما فيها من مقاصد وأغراض. إنما يجب النص على مسألتين سلك فيهما المازني مسلك التحريف ولا أقول التضليل!
أما المسألة فهي إصراره على أن إبراهيم الكاتب غير إبراهيم المازني، وحجته أن إبراهيم الكاتب يتلقى الحياة باحتفال، أما إبراهيم المازني فيتلقى الحياة بغير احتفال (؟!)
وأقول إني صحبت المازني أعواماً في جريدة البلاغ وأياماً في مدينة بغداد، فما رأيت أشد منه احتفالاً بالتوافه من شؤون الحياة، فهو يغضب ويثور لأوهى الأسباب، فكيف يكون حاله فيما يمس جوهر المنافع الحيوية؟
أما المسألة الثانية، فهي الصفحات المنقولة حرفيا عن كتاب (ابن الطبيعة)، ويقول المازني: إن هذا توارد خواطر لا سرقة أدبية؛ ويقول الأستاذ علي أدهم: إن المازني نقل هذه الصفحات متعمداً ليجد الشاهد - عند اللزوم - على أن توارد الخواطر هو الأصل فيما ينسب إليه من سرقات، وهل من المعقول أن يسرق الكاتب خمس صفحات؟!
وهنا نعرض فكاهة تستحق التسجيل:
كنا في جريدة (البلاغ) في الأسبوع الأول من قدوم السير (لامبسون)، وهو رجل فارع الطول، ورأت إحدى الجرائد الإنجليزية أن تنص على طوله، فنشرت جزءاً من صورته في الصفحة الأولى وقالت: إن البقية في الصفحة الثانية!!!
فقال المازني بغير وعي: ما الذي يمنع من سرقة هذا المعنى؟! واتهام المازني بالسرقات الأدبية معروف، ولكن هذا لا يغض من قدرته البيانية، فلعله أول مترجم في مصر يوهمك وهو يترجم أنه الكاتب الأصيل.
عند المازني عبارات كثيرة مجنحة بأخيلة أجنبية، ولكنها لا ترد في كلامه إلا وهي مطبوعة بإحساسه الخاص، فهو يستأسر للمعنى والصورة قبل أن يفكر في السرقة أو النقل. . . فهل تراني أحسنت الدفاع عنك يا صديقي؟