أما المشكلة الحقيقية فليست في عدم قبول التلاميذ في المدارس الإلزامية، وإنما هي في إطعام الفقراء منهم وكسوتهم، ومعالجة مرضاهم، فإذا استطاعت الوزارة تدبير حل لهذه المشكلة، فقد خطت في سبيل الإصلاح الاجتماعي خطوة موفقة.
(المنصورة)
علي عبد الله
العروبة في السودان:
سيدي. . .
قد سررنا وايم الله أن يكون الدكتور مبارك أحد المشتركين بكلمة في المهرجان الدبي بأم درمان - بل بدرس قيم في توحيد أواصر العروبة المتفرقة شيما وأحزاباً - فإن كلمته التي بعنوان (في الطريق إلى الوحدة العربية) قد كانت حديث المجالس الأدبية في كل ناد. . . وهنا قلما تجد شاباً متعلماً لا يقرأ (الرسالة) بنظام ويلم بما فيها من بحوث قيمة وكلمات جيدة وشعر رصين. . .
ثم إن الذي حدا بي لكتابة هذه الكلمة هو أن برسالته ما يلفت النظر: فإن السامع لها أو القارئ يشتم منها أن الأستاذ يعتقد أن العروبة في السودان لغة لا جنس. وللإيضاح ووضع الأمور في نصابها نقول: إن بالسودان أكثر من النصف من العرب العريقين في عروبتهم سواء في الجنس أو اللغة أو الدين؛ بل فيهم عدد هائل يتحدث بالعربية اليوم - وهم أميون - كما كان يتحدث بها العرب منذ قرون، ويعيشون على نمط معيشة العرب منذ أجيال. من هذا النوع القبائل الآتية: الكداهلة، الكبابيش، الشنابلة، الحمر، الرزيقات:
ولا يستطيع الدكتور أن يكتب عن السودان بصدق إلا بعد ما يزوره ويتحدث هنا في (كردفان) مع عربانه، فحينذاك يمكنه أن يضع السودان في المحل اللائق به في مركب العروبة.
أما كيف كان بالسودان أكثر من النصف من العرب الصرف وكيف نزحوا إلى السودان، ومتى كان ذلك؛ فإذا شاء الدكتور علم ذلك، فسيراه بجريدة (النيل) الغراء بقلم أحد الأدباء.
وله ولصديق السودان (الزيات) مني ومن كل سوداني سلام