للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المصريون في عهد البارودي

حكم الدكتور هيكل بأنهم لم يكونوا يعرفون اللغة العربية، وإنما كانوا يتحدثون بلغة أخرى هي العامية

وهذا الكلام يحتاج إلى تحديد، فان كان يريد الخواص فهو مسرف، فقد كان هؤلاء في يقظة عقلية وروحية، بدليل ما تركوا من نفائس المؤلفات، وان كان يريد العوام فهم إلى اليوم يتكلمون العامية، ولم يستطع جهلهم أن يصد الخواص عن التحليق في أجواء الأدب الرفيع

البارودي في منفاه

اكتفى الدكتور هيكل بالنص على حنين البارودي إلى الوطن وهو في منفاه، وسكت عن مسألة مهمة جداً، وهي براعة البارودي في بعث (المدائح النبوية) بعد أن طال عليها الموت، ولهذه المسألة تفاصيل يضيق عنها هذا المجال

أما بعد فهذه ملاحظات لم يكن منها بد، لأن مقدمة الدكتور هيكل ستكون أساساً لدرس ديوان البارودي، ومن واجبنا أن ننبه المتسابقين إلى ما يوجه إليها من الاعتراض، ليكونوا على بينة من مكاسر ذلك البحث الدقيق

وقد بقيت مآخذ لا تستوجب المسارعة إلى التنبيه، ولعلها تدق عن أفهام طلبة السنة التوجيهية، أما محاسن المقدمة التي كتبها هيكل باشا فهي أظهر من أن تحتاج إلى بيان

لم يبق إلا النظر في المقرر للمسابقة من أشعار البارودي، فإلى الأسبوع المقبل

زكي مبارك

<<  <  ج:
ص:  >  >>