للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الملك لتيموستوكل شديداً جداً. ولكنه استقبله وأضافه بالرغم

من هذه العداوة الشديدة وهذا البغضاء المستحكم؛ لأن عادات

الضيافة عند اليونان كانت قوية لا تبيح للشخص أن يطرد

ضيفه ولو كان من ألد أعدائه؛ بل ولم يقبل هذا الملك أن

يسلمه إلى أعدائه، وذهب إلى ابعد من هذا فشجعه على الهرب

ونظم له الوسيلة وجهزه بكل ما يحتاج إليه من وسائل السفر،

فتمكن له الذهاب إلى (بيدنا) في مقدونيا، ومنها يركب السفينة

قاصداً آسيا لملاقاة ملك الفرس، ولكن زوبعة تهب على

السفينة فتغيرها عن وجهتها حتى تصل إلى جزيرة تاكسوس

في بحر إيجة فيحاول قبطانها الرجوع به إلى أثينا، ولكنه ما

زال وراءه بالوعود الخلابة الجميلة حتى حمله على أن يتوجه

به نحو مقصده، ووصلت السفينة آمنة سالمة إلى شواطئ آسيا

الصغرى. وهناك نزل منها في هذه البلاد. وطئت أقدامه

أرض (إيفيز)، فهل تظن أنه أخلد إلى الهدوء بعد ذلك؟ وكيف

السبيل إلى هذا ولا وطن له الآن يتعلق به، ولا أرض يدافع

عنها، بل هو شريد طريد؟ من اجل هذا صمم على مقابلة ملك

الفرس ليرى ماذا هو فاعل به - وهنا يختلف المؤرخون في

<<  <  ج:
ص:  >  >>