شخص الملك الذي قابله تيموستوكل، فيقول المؤرخ توسيديد
أنه وصل إلى عاصمة الفرس حينما اعتلى أرتاجزرسيس
العرش، ويقول المؤرخ فايناس ويوافقه على هذا الرأي
بلاثارخوس إنه قدم نفسه ليوجزرسيس الذي طالما حاربه لا
لأرياجزرسيس - وهذا الخلاف بسيط لا يمنع الحقيقة الواقعة
وهي أنه ذهب إلى عاصمة الفرس وقابل عاهل الفرس أيا
كانت شخصية هذا العاهل؛ وأن هذا قد أغدق عليه النعم
والعطايا وخلع عليه كثيراً من الهدايا وعينه والياً على بعض
المدن التي أخذ يسوسها حتى قضى نحبه وهو في المنفى بعيداً
عن وطنه وأرض آبائه وأجداده
هنا يختلف المؤرخون أيضاً في الطريقة التي مات فيها. فمنهم من يقول بأن ملك الفرس كلفه بقادة حمله لمحاربة الأثينيين في مصر، ولكنه رفض أن يخون وطنه لعدم استطاعته تلبية مولاه وسيده. ومنهم من يقول بأنه مات ميتة طبيعية في عاصمة ولايته ببلدة (ماجنيزيا) في شمال آسيا الصغرى بعد مرض لم يمهله كثيراً
ألا ترى إذن إلى خاتمة حياة هذا البطل العظيم، كيف انتهت على هذا النحو من المذلة والعار بعد أن كان قد وصل إلى قمة المجد وذروة الرفعة والسلطان؟ ألا ترى أن هذا من شأن العظماء، لا تسير حياتهم على وتيرة واحدة وإنما يعتريها الرفعة والانحطاط؛ فأنت لا يمكنك بعد ذلك أن تظن أن تيموستوكل قد خان وطنه، إذ لم يصل إلينا شيء يثبت أنه قام بعمل ألحق الضرر ببلاده، بل استمر مخلصاً لها وفياً أميناً، حتى أنه يرفض الذهاب في حملة إلى مصر لمحاربة أبناء وطنه، كما ذهب بعض المؤرخين مثل سبتزيمبروث فهو