حديث الدكتور طه عن أمه حديث نفيس جداً، وهو يصدر عنه بحرارة وجدانية قليلة الأمثال. ألا ترون كيف صورها بأساليب مختلفات تشهد بأنه كان بها من المفتونين؟
من المفهوم أن الرجل لا يستطيع أن يذكر أمه بغير الجميل، ولكن الدكتور طه يخلق الفرص حلقاً ليتذوق النعيم بتصور ما كانت أمه تذرف من الدموع وهي تعد الزاد الذي يرسل إلى أبنائها الغائبين.
كان الطفل في غرفة مغلقة النوافذ في يوم صائف، فلما خرج تروح النسائم الرطاب، فتذكر ما كانت أمه تطبع على جبينه من القبلات.
والأم التي أنجبت طه حسين خليقة بكل إعزاز وإجلال
أما بعد فهذا كتاب
وأي كتاب؟ هو صفحات مقبوسة من القلب والروح، كتبها أديب مرهف الأعصاب، بعد أن تجنى عليه الوجود بلا رحمة ولا إشفاق
قال أستاذنا السنيور ناللينو، ونحن نذكر عاهة طه حسين:
,
وأقول إني لم أنقد الدكتور طه يوماً وأنا أتصور أنه ضرير، فما قُدَّ قلبي من الصخر حتى أصوب سنان القلم إلى رجل مكفوف، وإنما أنقده وأنا جاهل بحالته الشخصية، كما تعبر الأوراق الرسمية
طه حسين ليس بضرير، وإنما هي دعوى حمله عليها حب التظرف، وسيبقى هذا الرجل شاهداً على أن البصر السليم هو بصر القلوب