لقواعد العقل والمنطق. وهذه فكرة من فلسفة ما وراء ولا شك. ولكنها تحمل في طياتها عناصر جديدة شام فيها الأطباء وعلماء النفس آفاقاً جديدة فعقدوا عليها فصولاً وبحوثاً أسفرت عن جديد يصح أن يتخذ مفتاحاً للمغلق الغامض في النفس
خطوات جديدة
العالم تسيره قوة من غير أن تفسر عملها ومن غير أن تعبأ بقيود العقل والممنطق، والنفس جزء من هذا العالم. . .!!
من هنا يبدأ الخيط الذي رسم الاتجاه الجديد لعلم النفس
فمن اكتشافات العلامة الفرنسي (شاركو) بين ١٨٧٠ و١٨٩٠ في التنويم المغنطيسي وإثباته أن في الاستطاعة أن يسكب المنوم في نفس الوسيط آراء وواردات لم يكن لها أصل في ذهنه الواعي ويوجهه توجيهات لم يكن له قبل بها من قبل. . .
إلى ما كتبه العلامة (ريبو) عن أمراض الذاكرة، وذلك في ما بين ١٨٨٢ و١٨٨٥ وتدليله على أنه تسكننا حافظات لا نحسها - إذ ليس لنا بها علم من قبل - ولكنها تعيش فينا متحوية منطوية على نفسها، وسرعان ما تنسرح وتنشر مطاويها فينا على أثر مرض طارئ؛ وكيف أن كائناً إنسانياً عادياً متماسكاً ليس في مظهره شذود ما قد ينقلب فجأة شخصاً آخر، شخصاً عادياً بدوره، ولكنه لا يذكر شيئاً عن الشخص الأول؛ وكيف أن هذا الكائن الإنساني قد يجد من جديد شخصه الأول الذي كان يعيش ولا شك في زاوية من عقله اللاواعي أو الباطن، وذلك بمجرد اختفاء الشخص الثاني. . .
إلى ما انتهى إليه (بيير جانيه) في دراسته للإيهام وللاضطرابات العصبية وأمراضها، من أن هناك ما يحمل على الاعتقاد بأنه يمكن أن تعيش في نفس كائن إنساني واحد شخصيات عديدة وتيارات متباينة قد تتدخل في بعضها أحياناً وتختلط مدومة مدوية!
العقل الظاهر والعقل الباطن
وقام العلامة (سيجموند فرويد)(١٨٥٦ - ١٩٣٩) النمساوي وأنشأ فصولاً جديدة في التحليل النفسي تعرف باسم أرجع فيها كل خليقة من الخلائق، وكل عارضة من عوارض النفس إلى الغريزة الجنسية، وقرر أنه يسكن النفس البشرية ذاتان، الأولى طبعية بدائية