ويومئذ نرى السيل جارفاً، فلا نستطيع أن نقف في طريقه ونرى هذا المستصغر من الشرر وقد اندلع نيراناً حامية، تلتهم كل شيء وتأني على كل شيء!
ستنظر الجماعة في هذا كله، وستصدم بهذا كله، فإن صبرت عليه، واحتالت له، وفرت له الجهود والقوى، ومسّكت فيه بأهداب الشجاعة، واستعانت على تذليل عقابه بالإخلاص والتضحية، كتب الله لها النجاح، وحقق الله بها الآمال.
وإن كانت الأخرى. . . لا! لا أقولها ولا أفرضها، فإني أرتاع من هولها وأشفق منها، وأسأل الله السلامة من شرها!
أما بعد: فهل آن أوان النهوض والتقدم، أو تلك آمال وأحلام يتعلل بها الراغبون في الإصلاح، وتتراءى لهم في عالم الخيال؟ وهل أحيلت هذه الرغبات والمقترحات إلى لجنة من الجماعة لتلبث قيد البحث والنظر أعواماً بعد أعوام حتى تصاب بالموت أو الهزال كما ألف الناس فيما يحول إلى اللجان؟
لا. لا، ومعاذ الله أن يكون ذلك هو الغرض، فإن على رأس الجماعة الموقرة رجل الإسلام المصلح الغيور على مبادئه الدين والخلق: الأستاذ الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي، فلولاه ما نظرت الجماعة في مثل هذه المقترحات، ولولاه ما دارت في نفس مقترحيها، ولولاه لتشكك فيها المتشككون، وشغب عليها أهل الفتنة، وابتلعتها لجج الجامدين!
وإن على رأس اللجنة التي تنظرها لرجلاً من رجال الأمة، يعرف فيه الناس العلم وصفاء العقيدة ورجاحة العقل والميل إلى مبادئ الإصلاح: ذلك هو المفتي الأكبر الأستاذ الشيخ عبد المجيد سليم.
فإلى هذين الرجلين العظيمين، وإلى أعضاء الجماعة الموقرة عامة تتوجه الآمال: آمال الأمة، وآمال الدين، وآمال الأزهر.