للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مبدع أقاصيص

وما الغرض من القصص؟

للقصص غرض واحد: هو إنطاق الحوادث بما كان يجب أن تقوله لو نطقت، وهذا درس أقدمه لبعض الخلائق بالمجان

ولتيمور باشا كتاب عن أبي العلاء، فإن قرأتم ذلك الكتاب، فستعرفون أن المؤلف يرى الناحية القصصية أساس التأليف.

والولد سر أخيه

لمحمود تيمور أستاذ هو أخوه محمد تيمور، وكان هذا الأخ مفتوناً بدرس الملامح البلدية، وكتاب (ما تراه العيون) يؤيد هذا الفتون.

كان محمد تيمور فتى تذوق أفاويق الحياة في باريس. ويقول من رأوه إنه كان من نوادر أهل الجمال، وشاءت لوذعيته أن يشترك في بناء المسرح المصري بالتأليف والنقد والتمثيل. ولا أزال أذكر كيف كنت أتعجب من مثل قوله على صفحات جريدة (المنبر) وهو يبدي إعجابه بأحد الممثلين: له ثنائي وقبلاتي! ولو رجعنا إلى مقالاته في النقد المسرحي لوجدنا الإعجاب لم يكن له صورة في قلمه غير العناق!

فماذا ورث محمود عن محمد تيمور؟

ورث عنه النظرة إلى الحياة الشعبية، ولم يرث عنه النظرة إلى السريرة الأريستوقراطية، ولو عاش محمد تيمور لصار من أكابر الشعراء في حدود تفتن أهل هذا الجيل

ولكن محمود تيمور له موهبة لم يظفر بمثلها أخوه، وهي الصدق في الوصف، الصدق الصادق الأمين، فما قرأت شيئاً لمحمود تيمور إلا أدركت أنه يختزن ما يشاهد من الأحلام والأوهام ليزود به قلمه الوصاف.

نداء المجهول

ويتجلى فن محمود تيمور في قصة اليوم، وهي: (نداء المجهول) وأي قصة؟

قرأتها في جلسة واحدة، مع أنها تقع في أكثر من مائة وستين صفحة؛ ثم تلفت إليها في اليوم التالي فاشتهيت قراءتها من جديد.

<<  <  ج:
ص:  >  >>