لم أقيد على المؤلف غير غلطتين اثنتين: الأولى تنويهه بأن الفندق الذي نزل لم يكن يمانع في أن يجلس الزائرون على المائدة بالملابس البلدية، وكان هذا غلطاً لأن حوادث القصة تقع في سنة ١٩٠٨ وفي قرية من قرى لبنان ليس فيها غير ثلاثة بيوت، وليس من المعقول أن يكون لمثل تلك القرية في ذلك الوقت تقاليد إفرنجية.
أما الغلطة الثانية فهي أفظع، ولكن كيف؟
هام بطل الرواية بفتاة إنجليزية، فأنست به واطمأنت إليه، وقالت لنكن صديقين، ثم شاء لها الدلال أن تقول: إنها امرأة بلا قلب.
وهنا يذكر بطل الرواية أنه شعر بالخيبة والإخفاق
ولو تأمل هذا (البطل) لعرف أن ذلك إغراء
وكيف يعرف وهو محمود في سنة ١٩٠٨؟ وهل كان في ذلك الوقت غير طفل لا يعرف طبائع النساء؟
نقد رفيق
قد أتعصب لمصر إن جبل لبنان لم يظفر بوصاف في قوة محمود تيمور، ولكن أخانا تيمور أخلف الظن في فهم لبنان بعض الإخلاف، وهل تكون الأخلاق اللبنانية في مثل ذلك الاتساق الرتيب؟
(الشيخ عاد) نبيل الأخلاق من أول يوم إلى آخر يوم و (الدليل مجاعص) سخيف من أول يوم إلى آخر يوم.
و (حبيب) خادم الفندق أبله في جميع الأوقات
و (السائح المصري) لم يقدر على استغواء (سائحة إنجليزية) شرح الله ولا شرعك، يا تيمور!
أما كان في مقدورك أن تلون الحيوية في أخلاق أولئك الأبطال؟
أما بعد فهذه (رواية) لم يكتب مثلها كاتب في الموضوع الذي صيغت فيه، وقد اشتهيت أن تكون هذه الرواية من وحي قلمي على شرط التحرر من أخطاء كاتبها المفضال!
وهل تعاب الرواية من أجل غلطة أو غلطات؟
ألا يكفي أن المؤلف استطاع أن يقنعنا أنه البطل بحق وصدق؟