للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ولا أذكر.

إنها لتطر على قلبي الساعة آلاف من الصور التي مرت من قبل على عيني؛ بل إني لأبصر الآن الآلاف من وجوه زملائي في التعليم وتلاميذي الذين أحببتهم، تنبعث من ظلام الذكريات؛ ثم تطيف بي محيية باسمة تتلو على قصة نفسي، وتعيد إلى ما مضى من عمري؛ فكيف إلى الاجتماع بهؤلاء الأصدقاء لأودعهم قبل أن يتجدد الفراق، ولا حدث بهم عهداً، كيف وقد تفرقوا تحت كل نجم! كيف وقد علا منهم من علا وهبط من هبط، وشغلهم شواغل الحياة فلم يعودوا يذكرون معلماً ولو لم ينسهم ذلك المعلم! كيف ومنهم الوفي ومنهم الجاحد والناس معادن. . .

يا رحمة الله للمعلمين، لمن كان منهم قلب، وسلام على أيامي التي صرمتها معلماً. . . وعلى كل من يقرأ هذا الفصل من زملائي وتلاميذي، ولهم مني أوفى حبي، وتحيات قلبي!

(النبك - سورية)

علي الطنطاوي

القاضي الشرعي

<<  <  ج:
ص:  >  >>