- وهي أدق من الشعرية - وتقلى بالسمن وتحلى بالسكر أو العسل. ولا تخلو المائدة من البطيخ في موسمه: وهو يقطع قبل الأكل وبترك في الهواء ليبرد بالتبخر، ولكن يجب ملاحظته حتى لا ينفث الثعبان سمه فيه، لأن الثعبان - على حد قولهم - يحب البطيخ حباً شديداً، ويشم رائحته على مسافة بعيدة. والبطيخ كثير في مصر كثرة زائدة، وهو غالباً لذيذ الطعم. وآخر طبق يقدم الأرز المفلفل (بيلاف الأتراك) ويوضع عليه الزبد ويبتل بالملح والفلفل، إلا أن كثيراً ما يتبعه - على موائد الأثرياء - (خشاف): يتكون عادة من الماء والزبيب المسلوق فيه ويحلى بالسكر ثم يضاف إليه عند ما يبرد من ماء الورد. وكثيراً ما يحل البطيخ محله.
ويأكل المصريون باعتدال ولكن بسرعة، وحالما ينتهي أحدهم يحمد الله ويقوم دون أن ينتظر الآخرين، فيقدم له الخادم الطست والإبريق ليتسل يديه وفمه بالصابون والماء كما سبق
ولا يشرب المصريون على الأكل غير الماء. وقد يقدم على مائدة الأغنياء (الشربات) التي سأصفها الآن. ولا يشرب العرب على الأكل إلا قليلاً من الماء، أو لا يشربون مطلقاً، وهم على العموم يتناولون جرعة كبيرة بعد الأكل مباشرة. ويمتاز ماء النيل بحلاوة؛ ولكن ماء الآبار، في القاهرة وغيرها، يميل إلى الملوحة. ويشرب الماء إما في أوعية من الفخار أو طاسات من النحاس وأوعية الفخار نوعان:(الدوق)(شكل ٣٩) و (القلة)(شكل٤٠) والأول ذو حلق ضيق، والثانية حلقها واسع. وهما م صلصال ذي مسام يبرد الماء برودة لذيذة بالتبخر. وهما يوضعان لذلك في تيار الهواء. وكثيراً ما يسود داخل الوعاء بدخان الأخشاب الصمغية، ثم يعطر بدخان خشب (القَفَل) والمصطكا. ويستعمل لهذا الغرض وعاء صغير من الفخار يسمى مبخرة (شكل ٤١) يوضع فيه الفحم اللازم لحرق الخشب والمصطكا، ثم تعلق القلة أو الدورق مقلوباً فوقه. ويشد حول رقبة الدورق خرقة على بعد بوصة من الخلق لمنع السناج أن ينتشر بعيداً على خارج الوعاء. وكثيراً ما يوضع أيضاً قليل من ماء زهر البرتقال فيكسب الماء طعماً لطيفاً. وللأوعية سدادات من الفضة أو النحاس أو القصدير أو الخشب أو أغطية من السعف المجدول. وهي توضع في صينية يسقط فيها الماء الراشح. وكثيراً ما تستعمل الأوعية الصينية (شكل ٤٢) في الشتاء عوضاً