يمض المصريون ما بين وجبة المساء وصلاة العشاء في التدخين وشرب القهوة، ويستأذنون لذة التدخين بعد فراغهم من الصلاة. وقد يلعبون الضامة أو الشطرنج أو غير ذلك، أو على الأقل يتسامرون فينقضي الوقت دون أن يشعروا بأدنى ضيق. ويقضي أفراد العائلة المصرية وقتهم عندما تسمح الظروف في حبور وبهجة ولكن في هدوء. وكثيراً ما قوم الرجال بزيارة أصدقائهم ليلاً وقت العشاء أو بعد ذلك، ويستضئيون أثناء خروجهم بمصباح مستدير مموج الجوانب يسمى فانوس، ويصنع من النسيج المشمع المشدود إلى حلقات من السلك بينما أعلاه وأسفله يصنعان من النحاس المبيض. وترى هذا النوع في الشكل رقم ٤٤، وبجانبه النوع الشائع وهو القنديل بغطائه الخشبي العادي الذي يقيه شبه الهواء. وهذا القنديل وعاء زجاجي صغير ذو أنبوبة في قاعة، يدخل فيها ذبالة من القطن تلف على عود من القش. ويصب فيه الماء ثم الزيت وكثيراً ما يعلق القنديل على مدخل المنازل. ويخيم على داخل البيوت أثناء الليل جو قاتم ثقيل. ويكفي لإنارة الأبهاء الواسعة العالية ضوء شمعة أو شمعتين على الأرض أو على كرسي؛ وقد تحاطان بوقاد زجاجي كبير، أو توضحان في مصباح من الزجاج لأن النوافذ من الخشب المشبك. والقليل من المصريين من يسهر أكثر من ثلاث ساعات أو أربع صيفاً بعد غروب الشمس (إذا أن الوقت يحسب عندهم من الغروب) وكثيراً ما يسهرون خمس ساعات أو ستا في الشتاء.