للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ظاهرها من الدخول في باب خوارق العادات، فلما ساق النيسابوري ذلك الرأي الذي يخرجها من هذا الباب، لم يفعل إلا أن جعله حذلقة لا داعي إليها، لأن قدرة الله أكمل م تحتاج إلى مثلها، والحذلقة يا معشر الناس شئ غير التكفير والتضليل، وإنما يقال - حذْلق - إذا أظهر الحذق أو ادعى أكثر مما عنده كما فعل هذا المتحذلق.

ولو أن مثل ذلك الرأي ظهر في عصرنا لقامت له الدنيا وقعدت، وامتلأت صفحات الجرائد والمجلات بألفاظ الكفر والضلال والإلحاد والزندقة، وما إلى هذا من الألفاظ المؤذية، وشر الإيذاء ما يتعلق بالعقيدة.

فهل لكم يا معشر المجازفين بتكفير الناس أن تنتفعوا بسوق هذا المثل، وان تقتدوا بما فيه من الظرف واللباقة في الرد، فقد سئم العقلاء جدلكم النابي في الدين، لأنه يضر ولا نفع، ويبغض في الدين أكثر مما يحجب، ولهذا أمرنا أن نجادل بالتي هي أحسن.

عبد المتعال الصعيدي

١ - نص خطير

أكثر المفسرين على أن الآية الكريمة (وقرن في بيوتكن) خاصة بنساء النبي صلى اللهّ عليه وسلم. ولكن الإمام القرطبي يقول في تفسيره الجامع: (معنى هذه الآية الأمر بلزوم البيت وإن كان الخطاب لنساء النبي (ص) فقد دخل غيرهم بالمعنى - هذا لو لم يرد دليل في جميع النساء - فكيف والشريعة طافحة بلزوم النساء بيوتهن والانكفاف عن الخروج منها إلا لضرورة). انتهى

٢ - جاء في كتاب أحكام القرآن للإمام أبي بكر بن العربي

في سورة التوبة: (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره

حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعقلون)

نفى الله عنهم العقل لنفي فائدته من الاعتبار والاستبصار، وقد

ينتفي الشيء بانتفاء فائدته، إذ الشيء إنما يراد لمقصوده، فإذا

<<  <  ج:
ص:  >  >>