فما كان إلا عن قليل وأشغفت ... بحب غزال أدعج الطرف أكحل
وعذبها حتى أذاب فؤادها ... وذوقها طعم الهوى والتذلل
فقلت لها، هذا بهذا، فأطرقت ... حياء وقالت: كل عائب ابتلى
وهذه الأبيات نسبها أبن رشيق في عمدته إلى علي بن الله من سلالة جعفر بن أبي طالب حيث قال:(ومثل هذه الحكاية ما قاله بعض الكتاب، وقد دخل على علي بن عبد الله بن جعفر ابن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب وهو محبوس، أين هذا الجعفري الذي يتديث في شعره؟ قال علي: فعلمت أنه يريدني لقولي: ولما بدا لي الأبيات فقلت أنا هو جعلت فداك)
(العراق - حلة)
جواد كاظم
بين صبري وابن دريد
وقع نظري على أبيات في الغزل لإسماعيل صبري وردت في ديوانه. . . بعثت في نفسي دهشة عجيبة لا لروعتها وفتنتها، بل لأنها خلقت مشكلة عجيبة، فما هي هذه المشكلة؟
المشكلة أن هذه الأبيات بقليل من التحريف اللفظي وجدتها منسوبة (لأبي بكر بن دريد) في مقال للشاعر الكبير محرم بالعدد الثاني من المجلد الثالث لمجلة أبولو (أكتوبر سنة ١٩٣٢)
أما البيتان الواردان في ديوان صبري فهما:
إن الذي أبقيت في مهجتي ... يا متلفَ الصبِ ولم يشُعِر
حُشاشة لو أنها قطرةُ ... تجول في عينيكَ لم تُنْظَرِ
وأما بيتان (أبي بكر بن دريد) الواردان في مقال الشاعر محرم فهما:
إن الذي أبقيت (من جسمه) ... يا متلفَ الصَّبِ ولم يشعر
(صُبابةُ) لو أنها قطرةُ ... تجول في جفنيكَ (لم تقطر)
فليس من شك في أن صبري قد سرق البيتين وليس له غير تغير لم يوفق فيه. وليس من شك أيضاً في غفلة المحققين لديوان صبري عن هذه السرقة العجيبة.