للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أيهما أصلح لتعليم الأطفال المعلم أم المعلمة؟

كنت أعتقد بعد أن كتب الأستاذ الزيات كلمته عن المعلمين وبعد أن قدم الأستاذ مصطفى شكري بك تقريره عن التعليم الأولي، أن وجه الحق في هذا الموضوع قد أصبح واضحاً، وأن مجال القول لم يعد في حاجة إلى إعادة، وباب الكلام لا يتسع لزيادة!

ولكني قرأت في جريدة (المصري) رأياً لوكيل وزارة المعارف المساعد الأستاذ شفيق غربال بك استحسن فيه إحلال المعلمات محل المعلمين، وتمنى لو استطاعت الوزارة أن تعمم هذا في جميع المدارس. وقال: (إن إحلال المعلمات محل المعلمين في المدارس الأولية والإلزامية للبنات مشروع عظيم؛ لأن المعلمة كالأم، والأم أولى بحضانة الطفل، ولو استطعنا أن نعمم ذلك في المدارس الأولية والإلزامية، لكان هذا أوفق وأحسن)

قرأت هذا وفهمت منه أن الأستاذ الوكيل يرى أن المعلمة أوفق وأحسن من المعلم حتى في تعليم البنين، لأنها كالأم والأم أولى بحضانة الطفل!!

ولا شك أن هذا الكلام يقال في مقام العواطف لا في مقام التربية والتعليم، وإن حرمان الطفل من عناية المعلم أبلغ في الضرر من حرمانه من رعاية المعلمة! وحاجته إلى أبيه، لا تقل عن حاجته إلى أمه، وإذا قلنا إن المعلمة ستبعث في نفسه الحنان والعطف والرقة والشعور بالجمال، فأنه سيبقى مع ذلك في حاجة إلى من يعلمه الرجولة والشجاعة والحزم والتضحية والبطولة والاعتداد بالنفس

ومن الذي يستطيع هذا غير المعلم؟

أما الحضانة فليست للأم إلا قبل سن التعليم. فإذا بلغ الطفل السابعة كان لأبيه بنص الشريعة؛ لأنه أدرى بتربيته، وأبصر بمصلحته.

وإذاً يكون الاستدلال بحق الأم في الحضانة غير مستقيم مع قواعد المنطق، ولا مع وقائع الحال والناس يرون الرجل الذي تنفرد المرأة بتربيته ناقص الرجولة ويقولون عنه (إنه ابن امرأة!!)

ولم تأخذ البلاد الأوربية إلى الآن بنظرية انفراد المعلمة بتربية الطفل مع أن المرأة عندهم سبقت المرأة عندنا بأجيال! كما أن ثقافة المعلم عندنا أرقى من ثقافة المعلمة، لأن منهاج

<<  <  ج:
ص:  >  >>