من النقود الذهبية يقدمه له العريس. وتحدد ليلة الدخلة قبل انصراف الحاضرين. وتلك هي الليلة التي تنتقل فيها العروس إلى منزل العريس حيث يراها لأول مرة
ويمهل العريس عروسه حوالي ثمانية أيام أو عشرة بعد عقد الزواج على العموم، ويرسل إليها في أثناء ذلك من حين لآخر بعض الفاكهة والحلوى الخ، أو يهدي إليها شالاً أو بعض الأشياء الثمينة. وتشتغل عائلة العروس في الوقت نفسه بإعداد الجهاز. ويصرف مقدم المهر في شراء الجهاز الذي يصبح ملكا للعروس، فإذا طلقت يعاد إليها. وتدفع عائلة العروس مبلغاً أكبر قد يزيد على المهر نفسه في أعداد الجهاز، ولذلك لا يمكن القول بحق أن الزوجة تشترى؛ ويرسل الجهاز عادة إلى منزل العريس على ظهور الجمال. وكثيراً ما يشمل الجهاز كرسي العمامة الذي سبقت الإشارة إليه، وكرسي العمامة كبير الحجم بسيط الصنعة، إذ يصنع أسفله وظهره من الغاب، وهو لا يستعمل للجلوس أبداً، وقد تكون له مظلة. وتوضع العمامة عليه، وتغطى بقطعة من الحرير السميك ترصع عادة بسلوك ذهبية. وقد يحتوي الجهاز على كرسيين: أحدهما لعمامة الزوج، والآخر لعمامة الزوجة.
ويستقبل العريس عروسه في مساء الجمعة أو الأثنين، ويعتبر يوم الجمعة أسعد الأوقات. فلنقرر إذاً أن العروس تنتقل إلى عريسها مساء الجمعة، ويومئذ تضاء الشوارع أو الحي الذي يسكنه العريس أثناء الليلتين السابقتين أو قبل ذلك بالشمعدانات والفوانيس، أو الفوانيس والقناديل الصغيرة، يعلق بعضها في حبال تمتد من منزل العريس وعدة منازل أخرى إلى المنازل المقابلة على جانبي الشارع، وتعلق أيضاً مع القناديل، أو منفصلة، رايات حريرية ذات لونين: أحمر وأخضر. ويقام في منزل العريس أثناء هذه الليالي - وعلى الأخص الليلة الأخيرة التي تسبق عقد الزواج - عدة حفلات. ومن المعتاد في هذه المناسبات أن يرسل المدعوون والأصدقاء الخلص الهدايا إلى منزل العريس قبل الدعوة بيوم أو يومين: فيرسلون سكراً وبناً وأرزاً وشمعاً أو حملاً. . . وتوضع الهدايا السابقة على صينية نحاسية أو خشبية، وتغطى بنسيج مطرز أو من الحرير. وتستخدم لتسلية المدعوين فرق موسيقية ومغنيات مغنون وراقصات، أو تقام (ختمة) أو (ذكر). وتقدم العائلات الموسرة إلى الخاطبة أو إلى (داية) العائلة وإلى (البلانة) وظهر العروس - بعد إتمام العقد بيم أو يومين - قطعة من النسيج الذهبي، وشالاً كشميرياً، أو قطعة حريرية