للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخاصة تقتضي التجاوز عنه والأخذ بما يخالفه؟

وبعد هذا تحدث عن معهد التربية الابتدائي وما تراه الوزارة من ضرورة أعادته؛ ثم قال: وموضوع هذا المعهد من المسائل المعروضة على حضراتكم في هذه الدورة؛ وأكبر رجائنا أن تتعجلوا درسها والبت فيها، حتى إذا أقررتموها دخلت في ميزانية الوزارة للعام المقبل.

ثم عرض للمسألة الأخيرة التي سيعرض بحثها في هذه الدورة وهي مسألة التعليم الثانوي والغرض منه ومدى نجاحه في الإعداد للجامعة وللتعليم العالي الفني وغيره

وختم معالي الوزير خطبته بقوله: إذا بحثنا هذه المسائل نكون قد حددنا أغراضنا من التعليم في حياة مصر الحاضرة، ووضعنا الأساس السليم لسياستنا التعليمية، وأعددنا أمتنا لمستقبل نرجوه كلنا زاهراً مجيداً

كيف تفسر معجزات داود وسليمان عليهما السلام

ذكر الأستاذ عبد المتعال الصعيدي في العدد (٤٤٢) من مجلة الرسالة الغراء، أن بعض المفسرين ذهب إلى أن المراد من تسخير الجبال وتسبيحها مع داود أنها كانت تسبح كما يسبح كل شيء بحمده، وكان هو عليه السلام يفقه تسبيحها فيسبح، وأن المراد من تسخير الريح لسليمان أنه راض الخيل وهي كالريح، وأن المراد من إلانة الحديد وإسالة القطر استخراجهما بالنا واستعمال الآلات، وأن المراد من الشيطان التي سخرت له ناس أقوياء. ثم ذكر أن نظام الدين النيسابوري جعل ذلك حذلقة لا داعي إليها، لأن قدرة الله في باب خوارق العادات أكبر من أن تحتاج إلى هذه التكلفات

وفي رأي أن هذه التأويلات حذلقة حقاً، ولكن النيسابوري لم يوافق في الرد عليها. فأما أنها حذلقة فلأن صاحبها لم يحمله عليها إلا إرادة حملها على غير بابها من خوارق العادات، فجرى في التفسير وراء ميله وهواه، وللتفسير أصول متبعة، وقواعد مرسومة وشأنه في ذلك كشأن كل العلوم، فليس هوى النفس من سبيل العلم، ولو اتخذناه أصلاً في ذلك لأدى بنا إلى إنكار المعجزات كلها، كما فعل بعض الناس قديماً وحديثاً. ومن المقرر أنه لا يصح تأويل النقل ألا عندما يعرضه العقل، فحينئذ يجب التوفيق بينهما بالتأويل، لأن دلالة النقل ظنية، ودلالة العقل قطعية، والواجب حمل الظن على القطع، ولا يصح العكس

وأما أن النيسايورى لم يوفق في الرد على هذه الحذلقة، فلأن معجزات الأنبياء لا يكفي في

<<  <  ج:
ص:  >  >>