إثباتها الاعتماد على إمكانها وقدرة الله عليها، ذلك لأن الله تعالى يقدر على ما لا وجود له، فقدرته على معجزة من المعجزات لا يكفي في إثبات وجودها
وفي رأي أنه يجب الرجوع في معجزات داود وسليمان عليهما السلام إلى تاريخهما الصحيح، لا ألا ما أحاط بتاريخهما من خرافات التاريخ، فإذا ثبت من تاريخهما الصحيح أنهما عورضا في الدعوة إلى الأيمان، وطلب منهما هذه المعجزات دلالة على نبوتهما، كانت هذه الآيات من باب المعجزات، لأنها استوفت أركان المعجزة من خرق العادات، والاقتران بالتحدي مع عدم المعارضة. وإذا لم يثبت من تاريخهما الصحيح شئ من ذلك، كان لنا تأويل هذه الآيات بمثل ما أولت به أو غيره، ولم يكن ذلك في شئ من الحذلقة
ولكن أنى لنا هذا في عصر طغى فيه الجمود، وأسكت فيه الجامدون صوت الإصلاح، كفانا الله شرهم، وهداهم إلى ما فيه مصلحتنا ومصلحتهم، إنه الهادي إلى سواء السبيل
(عالم)
أخطاء في كتاب المنتخب
وقع نظري في (المنتخب من أدب العرب الجزء الثاني - تأليف بعض رجال المعارف -) على أخطاء في النحو والفهم في قصيدة ابن الرومي التي مطلعها:
يا أخي أينَ عَهدُ ذاك الإخاءِ ... أين ما كان بيننا من صفاءِ
١ - فأما الخطأ الأول فهو:
وأرى أن رُقعةَ الأدمِ الأحمر (م) ... (أرضاً) علّلتها بدماءِ!
فكلمة (أرضاً) خطأ واضح - والصواب (أرضٌ)
٢ - أما الخطأ الثاني فهو:
تقتل الشاة حيث شئت من الرقعة (م) ... (طِباً) بالقِتْلةِ النَّكراءِ
هكذا بكسر الطاء ثم قالوا في الحاشية: طِبا علماً. . .
والأصوب بل الألين بمقام المدح، والأنسب للفن الشعري أن تكون (طَباً) بفتح الطاء أي عالماً خبيراً. وقد وجدت في (شرح ديباجة القاموس) الطبُّ بالفتح الماهر الحازق بعمله.
وجاء في (أساس البلاغة) أنا طبّ بهذا الأمر عالم به.