للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الزمان.

أما بعد فهذا حُلمٌ من أحلام العام الجديد، ولكل عام أحلام

هو لفتة روحية ستؤتي ثمارها بعد حين، فمن الشر الموبق أن يحال بين رجال القلم وما يشتهون من إقرار العدل، وما كانوا في الحاضر والماضي إلا موازين.

دعوْناكم ألف مرة إلى الاعتراف بالسلطة الأدبية فلم تسمعوا؛ ونهينا كم ألف مرة عن تناسي السلطة الأدبية فلم تنتهوا. فهل جازينا كم صداً بصد، وإغضاءً بإغضاء؟

لا، والله، وإنما مضينا على السجية الكريمة، فأوقدنا في صدر الأمة جذوة الشوق إلى التماسك والتساند والتآخي، فما كان في الأمة من خير فهو من صُنع أقلامنا، وما كان في الأمة من شر فهو من جناية الراغبين في السيطرة والاستعلاء.

لن تصلحُ الأمور إلا يوم تصبح المقاليد بأيدي رجال القلم البليغ ومن قال بغير ذلك فهو بقية من بقايا الطغيان البغيض

أتريدون الدليل؟

نحن نبخل بالحكم لقطعة شعرية أو نثرية حين نراها بعيدة عن الجيد المستطاب، مع أن الحكم لقطعة شعرية أو نثرية لا يقدم ولا يؤخر في سياسة البلاد.

وأنتم تُضفون الألقاب السنية على من تحبون بغير حساب، وقد تُسندون بعض المناصب إلى من لا يُزكّيه غير رضاكم عن أسلوبه في حفلات الاستقبال.

الأدباء هم أقدر الرجال في مصر على عصيان الأهواء

ألا ترون كيف نحارب منافعنا في سبيل النزاهة الأدبية؟

نحن نصاول الأحزاب والهيئات في كل يوم لنرفع قدر الفكر والرأي، ونرحب بجميع المتاعب في سبيل تلك الغاية العالية، فأين من يصنع بعض الذي نصنع؟ وأين الذي يعاني في سبيل المبادئ السامية بعض ما نعاني؟

لو سخرنا أقلامنا في سبيل الغايات الوقتية لسددنا الطريق في وجوه الكثير من طلاب النفع الموقوت، وهم أعمدة المجتمع فيما يتوهمون.

إلى أقلامنا يرجع الرأي في سياسة هذه البلاد، وإن بُعدنا صورياً عن المناصب الوزارية والبرلمانية. . . لكل وطن روح، وروح هذا الوطن هو رسالة القلم البليغ.

<<  <  ج:
ص:  >  >>