الناس إني خليفة الحجاج، وسيتخذون من شراستي دليلاً على أن المواهب الأدبية تنطوي على جحيم من الطغيان المكبوت.
وما خوفي من القال والقيل وأنا في غنىً عن رضا الناس، ولن أتقدم يوماً لخوض معركة انتخابية؟
إن رجال الأقلام هم أصلح الرجال لسياسة الدولة في السنين العِجاف. وهل يشقي أحدٌ في سبيل الأمة كما نشقي؟ وهل يعرف أحدُ من متاعب الأمة بعض ما نعرف؟
الوزراء في الأمم الدستورية لا يقدرون على الحزم إلا في أندر الأحيان، لأنهم مقيدون بعواطف الناخبين، وفي الناخبين خلائق لا تعطى أصواتها إلا لغاية مطوية، هي السكوت عن آثامها الثقال.
ولن أكون وزيراً برلمانيّاً يحسب لعواطف الناخبين ألف حساب قبل أن يُقدم على إعزاز شريعة العدل
سأكون بإذن الله وزياً يختار لغرض واضح صريح: هو القضاء على البغي والفساد، وزجر من يحرمون الشعب من الأقوات.
وقد فكرت في مصير البرلمان الحاضر، وهو برلمان طال حوله الخلاف، ثم صح الرأي على السكوت عن هذه المعضلة الدستورية إلى حين، فما يتسع وقتي للنظر في شئون تضر أكثر مما تنفع. وهل تحتاج الأمة إلى برلمان إلا حين يعوزها الحاكم الرشيد؟ - (إنما أُسأل أمام ضميري لا أمام البرلمان)
سأفاضل بين الأحزاب على أساس غير الأساس المعروف، فلن تكون هناك أغلبية وأقلية، وإنما يكون التفاضل بقدرة هذا الحزب أو ذاك على توفير أسباب الرخاء.
لن يقول النحاس باشا:(أنا أول من أنذر بأزمة التموين) فسأسوقه سوقاً إلى الطواف بالبلاد لدعوة أنصاره إلى الإفراج عن القوت المحبوس
ولن يقول الدكتور ماهر باشا:(أنا أول من تأهب للحرب)؛ فسأجره جراً إلى ميدان جديد هو حرب الغلاء!
سأغيّر من أخلاق الناس، إن دُعيت إلى ولاية الحكم في هذه الأيام، وليس ذلك بالأمر البعيد، فقد جُرّبتْ جميع القُوى السياسية، ولم يبق إلا تجربة القوة الأدبية، وهي أقوى من