اسم لعجل مدلل، يرعاه (مؤنس بك) في ضيعته (كفر البلابل)، ومن العجيب أن يكون عنواناً لمسرحية أسم عجل يخور ولا يند لسانه بحوار في المسرحية ولا ترى له وجهاً على المسرح، ولن من يدقق قراءة هذه المسرحية لا يلبث أن يصل إلى ما توخاه المؤلف من هذا العنوان، بعد أن يتضح له أن (ابا شوشة) ليس إلا رمزاً للحاضر الجاثم بكيانه القادر بظروفه وشواغله. (والحاضر) في هذه المسرحية عنصر هام وخطير.
وترك مؤنس بك ماضيه في القاهرة منذ ست سنوات وهاجر إلى الريف وتزوج من حرائر أعيانه. له من زوجته رفيق مؤنس، وله توفره على الزراعة ومنتجاتها شغل وعزاء. تراه أول ما تراه في المسرحية، محنقاً مكروباً، لأن العجل (أبا شوشه) متوعك المزاج يعاف أكل العليق وعينه محمرة دامعة!! القصر الريفي في حيرة واضطراب، الخدم يرقبون شفاء للعجل العزيز السيد خادماً يسهر على راحته.
فجاءة يهبط القصر نفر من الزوار من أعيان الريف، بينهم حسنية هانم وزوجها (ظاظا بك) - وهما من سكان القاهرة - جاءا الضيعة لزيارتها بعد أن ذاع صيت نظامها ووفرة غلتها في دوائر القاهرة. فنرى مؤنس بك يضطرب ويرتبك لمرأى (حسنية) وكأنه فوجئ بمجيئها، ولكنه يتغلب على ارتباكه ويرحب بالزائرين.
وإذ يخلو لمؤنس وحسنية المكان بعد تمهيد دق المؤلف في إتيان مواقفه من غير تكلف، نراهما منجذبين الواحد نحو الآخر، متقابلين فماً لفم، وسرعان ما ينجلي للقارئ أسباب ارتباك مؤنس واضطرابه. . . لقد كان مؤنس وحسنية متحابين، متعاقدين على الزواج قبل أن يهجر مؤنس القاهرة ويقيم بيته وأعماله في الريف. ولكن حدث إذ ذاك أن توفي والده وطالعته تركة موروثة مرهقة بالدين تتدحرج نحو الإفلاس والبوار؛ فأسقط في يده، وخابت أمانيه في الزواج، لأن كبرياءه حجزته عن أن يتزوج من حسنية الناعمة المثرية. فترك القاهرة بغتة واستقر في الريف يرمم المنهار من تركته بعد أن قطع كل رباط يربطه بالقاهرة وساكنيها. وكان أن تزوجت حسنية من ظاظا بك.
هذا المشهد هو دعامة المسرحية وبيت القصيد فيها. . .