علينا، بيد أن هذا ليس كل شيء، لأن الظروف المحيطة بمؤنس وحسنية - ما رسمها المؤلف - كانت ظروفاً مواتية تسمح لهما باستئناف علاقتهما دون أن يخل ذلك بشواغلهما، ولكن بشرط. . . وهذا الشرط أن يكون لأعج العاطفة المتأجج في قلبيهما متقداً قوياً كما هو المشاهد المألوف لدى الأكثرين، لأن الإنسان يحيا بغرائزه وعواطفه أكثر مما يحيا بعقله ومنطقه، وفي تلك الفترات التي يكون فيها الإنسان لحياة العاطفة لا يبالي بأي قيد من القيود. ولكن العاطفة القوية أو الحب المتقد لم يكن يعمر قلبيَّ مؤنس وحسنية عند لقائهما الأخير. لقد كان الأمر غير ذلك فيما مضى، ولكن الزمن أطفأ اللاعج المتقد وأوهن القوى النابض، ولم يبق في قلب كل منهما من ذلك الغرام غير هيكل من عظام نخرة ترتدي مسوح (فينوس) تكفي أن تهزها اليد لتنهار.