فلم يسمع كامل أفندي إلا أن ينفلت من مكانه في سكون تاركاُ القوم قبل أن يكشفوا أمره. . . ومن يدري ماذا يفعلون به حينئذ؟!
وأقسم من تلك الليلة إلا يذوقها إلا نهاراً. . .
في المخبأ عجائب لا تجتمع في مكان آخر، وفيه مفارقات لا تخطر على بال
هاهنا رجل جبان رعديد ينتفض من الفزع، بينما أخذت طفلة في الخامسة تشجعه وتهون الأمر عليه.
وهتاك فتاة عابثة تضحك من كل شيء ومن لا شيء
في المخبأ لمحات من الفكاهة الصافية الحلوة وصور عابسة من الأسى المرير. وإذا كنت لم تر السعادة مرتسمة على وجه من الوجوه فتعال إلى المخبأ وانظر إلى وجوه الخارجين منه بعد انتهاء الغارة وكأنهم يبعثون!
أما إذا أردت أن ترى الهم في أقتم صوره فانظر إلى ذلك الوالد وهو يجلس إلى جوار زوجته المريضة وقد حمل على يديه ولداً من أولادها بينما حملت هي آخر، بينما جلس بينهما ثلاثة أو أربعة آخرون.