أصفر، ويتوج رأسها بغطاء من الورق المقوى يوضع عليه الشال فيحجب عن الأنظار وجهها وملابسها الثمينة وحليها خلا قُصة أو قُصتين. وحلي أخرى أحياناً من الماس والزمرد تعلق على هذا الموضع من الشال الذي يغطى الجبهة. ويرافق العروس تحت المظلة اثنتان أو ثلاث من قريباتها، وامرأة أخرى تروح عليها عندما تشتد الحرارة بمروحة كبيرة من ريش النعام الأسود يزين أسفلها مرآة صغيرة. وقد تقام زفة واحدة لعروسين معاً تحت مظلة واحدة. وتسير الزفة ببطء شديد وتتبع طريقاً ملتوياً ليطول العرض. وتتوجه إلى اليمين عند البدء في السير؛ ويأتي في ذيل الزفة فرقة موسيقية أخرى مثل الأولى أو فرقة من طبالين اثنين أو ثلاثة. ويلاحظ أن السائرات في زفة العروس من الطبقة السفلى يزغردن كثيراً. ويزغرد كذلك نساء الطبقة الفقيرة كلما شاهدن زفة. (شكل ٤٦) زفة عرس (قسم أول)
وقد يستأجر الحمام كله للعروس وحاشيتها فيمضين ساعات أو ساعتين على الأقل في الاستحمام واللعب وتناول الطعام. وكثيراً ما تستأجر العوالم (القيِان) لتسليتهن في الحمام. ثم تعود الزفة بالنظام نفسه. ويتحمل أهل العروس نفقات الزفة، إلا أن العريس يقيم المأدبة التي تعقب ذلك.
وتعود العروس من الحمام إلى منزل أهلها فتتناول مع رفيقاتها العشاء. وتصحبهن القيان لاستئناف اللهو. وتدور أغانيهن على الحب والزواج. وبعد ذلك تعجن بعض الحناء وتضع العروس قطعة من العجين في يدها، ثم تتناول (النقوط) من ضيفاتها، فتلصق كل منهن قطعة من النقود الذهبية عادة في تلك العجينة حتى لا يبقى موضعاً فيها، فتقشطها العروس حينئذ بعيداً عن يدها على حافة وعاء مملوء ماء، ثم تضيف بعض الحناء إلى يديها وقدميها وتربطان بالكتان حتى الصباح، فتصبح بلون أحمر برتقالي قان. وتستعمل المدعوات ما تبقى من الحناء لصبغ أيديهن. وتسمى هذه الليلة (ليلة الحنا)(شكل ٤٧) زفة عرس (قسم ثان)
ويقيم العريس الحفلة الكبرى في هذه الليلة، وأحياناً في اليوم السابق. فيعرض (المحبزون) ألعابهم أمام المنزل أو داخل الفناء إذا كان المنزل واسعاً. وقد وصفت الألعاب الشائعة الأخرى التي تعرض على المدعوين لتسليتهم.