للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أخرى تكون (البلانة) عادة، وتسمى الليلة التالية (ليلة الدخلة)

ويبقى العريس في الدور الأسفل، ويذهب قبل الغروب إلى الحمام فيتغير ملابسه وقد يغيرها في المنزل؛ وبعد أن يتناول وجبة العشاء مع بعض أصدقاءه ينتظر قليلاً إلى قبيل الصلاة أو إلى هزيع من الليل، ثم يذهب حينئذ - حسب العادة الشائعة - إلى أحد المساجد المشهورة مثل مسجد الحسين لإقامة الصلاة؛ وتقام له بهذه المناسبة زفة إذا كان شاباً، فيتوجه إلى المسجد مسبوقاً بفرقة من طبالين وزمار أو زمارين، وبصحبته بعض أصدقائه وحاملي المشاعل: والمشعل عبارة عن عصا طويلة ينتهي طرفها الأعلى بإطار أسطواني من الحديد يوضع فيه خشب مشتعل؛ وقد يكون لها اكثر من وعاء واحد للنار (أنظر شكل ٤٨)، (شكل ٤٨) مشاعل وتسير الجماعة إلى المسجد عادة بخطى سريعة ونظام قليل، وتختم الزفة فرقة موسيقية كالأولى أو فرقة طبالين. ويلبس العريس عادة قفطاناً ذا خطوط حمراء وجبة حمراء ويعتم بشال من الكشمير باللون نفسه، ويمشي بين صديقين في مثل ثيابه. وتقام الصلاة للاحتفال فقط، وفي أكثر الأحيان لا يصلي العريس مطلقاً، أو يصلي من غير وضوء مثل المماليك الذين يقيمون صلاتهم خوفاً من سادتهم فقط. وتعود الزفة من المسجد في نظام أتم وأبهة أعظم وبطء شديد. وربما كان سبب ذلك أنه لا يليق بالعريس أن يسرع إلى المنزل ليحظى بعروسه. ويتقدم الزفة

- كما سبق - موسيقيون وحاملوا مشاعل، يتبعهم رجلان يحملان على كتفيهما إطار معلقاً في مذراةٍ يتدلى منه ستون فانوساً صغيرة أو أكثر مقسمة إلى أربع دوائر تعلو إحداها الأخرى، ولا تثبت الدائرة العليا بحيث يستطيع أحد حاملي الإطار أن يدرها من حين لأخر. وينير لآلاء هذا الفوانيس والمشاعل الكثيرة الشوارع التي تمر فيها الزفة، فتحدث تأثيراً جميلاً يستحق الاعتبار , يتقدم العريس وأصحابه وغيرهم في شكل حلقة مستطيلة متقابلين وفي يد كل منهم شمعة أو أكثر، وأحياناً يحملون أغصاناً من شجر الحناء أو بعض الزهور عدا العريس وصديقيه على كل جانب، وهم يمشون في مؤخرة الحلقة التي تشمل عشرين شخصاً أو أكثر. وكثيراً ما يقف الموكب برهة يغني أثناءها أحد رجال الحلقة أو صبيانها أنشودة العرس، ويقف أثناء ذلك دق الطبول ونغمات المزمار الحادة التي تبلغ مسامع العروس قبل وصول الزفة إلى المنزل بنصف ساعة أو أكثر. وينتهي الموكب كما

<<  <  ج:
ص:  >  >>