وكم أديب مناضل وجندي يحمل السلاح وهو غير مطبوع على النضال!
وقد تركت أمل القيادة العسكرية منذ الصبا الباكر ولكني لم أتركه إلا في الظاهر الذي لا يتعدى الملابس والأزياء
فما هو إلا أن أسلمتني المناوشات الصبيانية إلى نظم الشعر للتحدي والمناجرة حتى انتقلت إلى عالم التعبير والكتابة وانتقلت إلى هذا العالم الأدبي لأناضل وأقضي العمر كله في نضال باطن بيني وبين نفسي ونضال ظاهر بيني وبين الآخرين
فما الغرابة في التوفيق بين هذه الأماني؟ وما الصعوبة في هذا التوفيق؟ وأيهما أسهل وأدني إلى القبول: تعليل كل أمنية بالطموح وليس هو بالتعليل الشافي ولا بالتعليل الصحيح، أو النظر إلى ما وراء الطموح من بواعث متقاربات تتلاقى عندها الظواهر المتباعدات؟
الراحة الكبرى تنال على جسر من التعب كما قال أبو تمام، والسهولة الكبرى في تعليل الحقائق تنال بعد خطوات من السهولة العارضة على وجه الأمور، ولكنها بعد اجتياز هذه الخطوات أسهل من كل سهل قريب، لأن هذا السهل القريب لا يؤدي إلى شيء ولا يستريح الواقف لديه