تيمس) من أصحاب الصحف الحاضرة. فجميع هؤلاء الرجال قد حققوا آمالهم وطفروا من (الصحافة) بمأربهم باعتبارها من المؤسسات الاستغلالية؛ ولقد كان فريق منهم - وما زال بعضهم - من الصحفيين الأفذاذ
إلا أنه سواء لدى أكانت الصحافة استغلالاً خصيباً أم كانت مستراداً جديباً ما دمت لا أومن إيماناً تاماً بأن ما يرجى للصحف من نجاح تجاري هو أفضل مقياس للصحافة الممتازة الطيبة. فصحيفة (ألوست مانشستر جازت) مثلاً ما تهيأ لها قط أن تعيش من غير أن تقترض، ومع ذلك فأي صحافي يسعه أن يقول إنها لم تكن صحيفة فذة جديرة بالإعجاب. وما كانت صحيفة (ألمانشستر جازت) لتصبح يوماً ما في ذاتها وبذاتها معقد رجاء أصحابها في أن تغدو منجماً ذهبياً وتثميراً رابحاً ولكني إلى ذلك لا أرى لها من تفوقها الممتاز نظيراً في أي قطر كان
إن ما أنشده من مثل أعلى للصحافة لينطوي في تقصي واستيعاب نوع الصحيفة التي سيكون بوسعها أن توفق بين رسالتها المعنوية وما تترقبه من ثروة مادية من غير أن تضحي في هذا النهج الدقيق بشيء من النزاهة الصحفية والخلق القويم
وما إن يحفل خاطري بالآمال الحسان شأن غالبية الصحفيين حتى يتملكني العجب أحياناً، وأسائل نفسي: أي نوع من الصحافة يجمل بي أن أخرجه للناس إذا ما اجتمع لي من الجنيهات مثلاً مليون أو يزيد، وأطلق لي التصرف فيه. فكان بوسعي إما أن أبدعها صحيفة جديدة لنفسي، أو تطلق يدي في صحيفة من الصحف الحاضرة لأغير أسلوبها وأقوم نهجها وأجعل طابعها وفق ما أريد؟؟ وهل يتيسر لصحيفة تثقلها تلك القيود التي يخضع لها الآن:(الإنتاج الصحفي) أن تحرر من أغلالها وترتفع فوق مستوى ما يقيدها أو ترجعه إلى الوضع الذي يسعها معه أن تسترد حرية الصحافة وتصونها؟
الجواب عندي أن هذا الوضع هو ما يجب أن يكون، ولو أني لا أنكر أن الرجل الذي يتهيأ له أن ينهض بهذا العمل قد يكون بحاجة إلى كفاية أسمى شأناً ومقدرة أبعد أفقاً مما يسعني أن أظفر به أو أطمع فيه، وقد تعمل ضرورة الساعة على بعث هذا الرجل وقد لا تعمل. ففي الحرب العظمى كانت هنالك حاجة ملحة للبحث بين جيوش الحلفاء عن قائد حربي ذي رأي عبقري وكفاية فذة ليتولى أمر القيادة العامة، وهبهم لم يعثروا بهذا الرجل أفكان ذلك