وهن قلقات - أن يزغردن. وتصل الصيحات الحادة إلى مسامع الرجال في الدور الأسفل وإلى الجيران وتتجاوب النساء بالزغاريد مخبرات أن العريس رضي بعروسه. ثم يهبط العريس إلى أصدقائه ويبقى معهم ساعة أو أكثر قبل أن يعود إلى زوجته، ويندر جداً أن يطلق الزوج زوجه إذا خاب فيها رجاؤه وإنما يستبقيها أسبوعاً أو أكثر
الآن وقد وصفت طريقة الاحتفال بزواج العذراء في القاهرة أضيف بعض كلمات عن بعض حفلات شاهدتها في أحوال أخرى خاصة بالعذراى والثيبات سواء
يندر أن يذهب بنات العظماء إلى الحمام العمومي قبل الزواج لوجود الحمام في المنزل. وعندما تخلو منازل العائلات الموسرة أو المتحضرة من حمام، تذهب العروس مع قريباتها وصديقاتها إلى حمام عمومي يستأجر لهن خاصة. ويفضل الكثيرات الذهاب إلى الحمام وإلى منزل العريس دون زفة راكبات الحمير فوق البراذع المرتفعة. وتتدثر العروس بشال كشميري على طريقة الحبرة. وقد ترافق حاشية العروس فرقة عوالم يركبن الحمير أيضاً ويغنين طول الطريق
وقد يكون لعائلة العروس أو العريس أغاوات فيتقدمون العروس راكبين. وقد يجري على رأس الزفة رجل يصيح:(صلوا على النبي) وينثر هذا الرجل عند باب المنزل بعض أوراق السلق ليسير عليها السيدات اتقاء لأحداث الدهر. ثم يصيح الرجل نفسه قائلاً:(نصر من الله وفتح قريب)
وقد يتم عقد الزواج عند المصريين من غير أبهة ولا احتفال حتى في حالة زواج العذراء، برضا عائلتي العروسين المتبادل، أو بموافقة العروس نفسها. أما الثيب فلا تزف أبداً عند الزواج. ويكفي أن تقول المرأة لمن يتقدم لزواجها:(وهبت لك نفسي) فتصبح امرأته شرعاً متى كانت بالغة من دون شهادة إذا استحال الحصول عليها. وقد يعقد المسلمون في مصر وغيرها من البلاد العربية الزواج بالثيب بهذه الطريقة البسيطة. ويبلغ مهر الثيب على العموم ربع مهر العذراء أو ثلثه أو نصفه
وتتم حفلات الزواج في القاهرة عند الطبقات التي تعلو الطبقات السلفى وإن حقرت معيشتها بنفس طريقة الطبقة الوسطى. إلا أنهم يراعون البساطة عندما يستحيل تحمل نفقات مثل هذه الزفة السابق وصفها، فتسير العروس متدثرة بشال أحمر ويحيط بها فريق