من قريباتها وصديقاتها في أحسن حللهن أو فيما يستعرن من الملابس. ولا يبهج الموكب من صيحات الفرح غير الزغاريد التي يرددنها من وقت لآخر
وتختلف الزفة في القرى عن الزفة السابقة. فالعادة أن تركب العروس جملاً وهي متدثرة بشال حتى تبلغ منزل العريس. وقد يجلس معها على الجمل بعض النساء والبنات، اثنتان على جانبها واثنتان أو ثلاث وراءها. ويكون الهودج كبيراً ويغطى بالبسط وغيرها. ويتبع العروس جماعة من النساء يغنين. وكثيراً ما يتقابل أصدقاء الطرفين وصديقاتهما في منزل العريس مساء يوم الاحتفال والأيام السابقة ويلهون في الهواء الطلق طويلاً بالأغاني والرقص الذي ينقصه المهارة على ألحان الدف والطبل. ويغني الجميع رجالاً ونساء ويرقص النساء فقط. وقد اختصرت الكلام في وصف الحفلات الريفية لتجنب ترديد الوصف في موضوعات متشابهة. ولنرجع إلى عادات أهل القاهرة.
في الصباح التالي للزفاف يعرض (الخولات) والغوازي (رجالاً ونساء) ألعابهم أمام منزل العريس أو في الفناء. وفي الصباح عينه إذا كان العريس شاباً يدعوه الشخص الذي سبق أن حمله إلى الحريم إلى قضاء اليوم في الريف مع الأصدقاء. ويسمى هذا (الهروبة). وقد ينظم ذلك العريس نفسه ويشترك في النفقات إذا زادت على ما يقدمه أصدقاؤه من النقوط في هذه المناسبة. ويستأجر الموسيقيون والراقصات لتسليتهم. ويسير العريس من الطبقة السلفى في مؤخرة الموكب مسبوقاً ببعض الطبالين والزمارين. ويحمل كل من أصدقائه وغيرهم باقة من الزهر كما يفعلون عادة في زفة الليلة السابقة. ويرافق الحاشية حاملو المشاعل والمصابيح عند عودتها بعد الغروب بينما يحمل الأصدقاء علاوة على الباقات شمعاً. وهناك حفلات لاحقة تقام بمناسبة الزواج أيضاً ستوصف في فصل لاحق
ويفضل العريس على العموم إذا وفق إلى ذلك أن تعيش أمه في منزله حتى يتسنى لها أن تحمل شرف زوجته وبالتالي شرفه أيضاً. ويقال إن الحماة تسمى كذلك لهذا السبب ويقال إن المصريات يملن إلى الدسائس، وأخشى ألا يكون هذا الحكم ظلما. وقد يسكن الزوج زوجه في بيت أمها ويتولى الإنفاق عليهما. وهذا يوجب على الأم أن تهتم بالنفقات جد الاهتمام وأن تدقق في ملاحظة ابنتها خوفاً من أن تطلق. ولكن يقال إن الأم في هذه الحالة تعمل وسيطة لابنتها، فتعلمها الحيل والمكايد التي تتسلط بها على زوجها وتبذر نقوده.