للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

- وما حال الشجرة التي لا ينخلع عنها الورق في أي وقت؟

- هي شجرة سعيدة أعاذها القدر من اختبار الأحباب، ومزية هذه الشجرة أنها تتذوق ما في الأرض والهواء من حيوية عارمة لا تلتفت إلى تغير الفصول إلا في أندر الأحايين!

- وهل في مقدورنا أن نكون مثل تلك الشجرة؟

- إذا تخلقنا بأخلاقها

- وكيف؟

- في الأسبوع الرابع من آذار تظهر تباشير الورق الجديد فوق غصون الأشجار التي عانت آلام العري في الشتاء، وننظر فنرى الأشجار الصغيرة أورقت قبل الأشجار الكبيرة، فنفهم أن للشباب يداً في سرعة الإيراق؛ وقياساً على ذلك يكون الشباب الدائم هو الذي يحمي بعض الأشجار من سقوط الورق في الشتاء

- أيكون لهذا الملحظ دخل في تقديس شجرة (الجميز) عند قدماء المصريين؟

- ليس هذا التخريج بغريب، وقد يضاف إليه أن لشجرة الجميز ميلاً إلى البر بالجبران؛ فهي تمد فروعها لتمتعهم بالثمار والظلال بلا انتظار للجزاء!

- أراك تهرب من الجواب!

- وأراك لا تفهم المعاريض!

- أنا أحب أن أعرف كيف أحتفظ بالشباب

- إذا احتفظت بالعواطف

- وكيف أحتفظ بالعواطف؟

- إذا احتفظت بالشباب!

- وكيف أحتفظ بثروة من أعدائها الليل والنهار؟

- أنت أقوى من الليل والنهار، إذا أردت؟

- وكيف؟

- اجعل الليل والنهار من خدامك

- كيف؟ كيف؟

- لا تضيع لحظة واحدة بلا عملٍ نافع، فالعمل الموصول فن من السيطرة على شباب

<<  <  ج:
ص:  >  >>