شوقنا إلى إخائه ومودته وولايته، ثم اقرأ عليه هذه الخطبة (المتقدمة الذكر) وعرفه معانيها وفهمه مغزاها ومقصدها. . . (فإن وقعت هذه التذكرة منه مكانها من القبول وسمت نفسه إلى ما أشرنا إليه فذلك هو الذي تريده، وإن توقف وقال ما علامة ما تقولون، وما تصديق ما تزعمون من الرأي والحديث؟ فتقول عندنا دلائل واضحة، فإن أراد أخونا الفاضل الكريم فليبعث إلينا ثقة من ثقاته وأميناً من أمنائه، ومن يشاكلنا في العلوم والمعارف ليتضح له حقيقة ما قلنا.
ويظهر أن هؤلاء الذين يوجه إليهم الأخ البار الرحيم والمنتشرين في أنحاء الأرض كانت ميولهم وأغراضهم السياسية تشبه ميول إخوان الصفاء وأغراضهم، ولم يكونوا قد انضموا إليهم بعد، أو لم يعلموا بوجودهم. . . (واعلم أن من إخواننا وأهل شيعتنا طائفة أخرى بوجودنا شاكون، وفي بقائنا متحيرون فيما يعتقدون من موالاتنا، وطائفة أخرى ببقائنا موقنون، لكنهم غافلون عن أمرنا غير عارفين بأسرارنا، وكلهم منتظرون لظهور أمرنا، مستعجلون لمجيء أيامنا، مشتهون نصرة حزبنا)