أنفقت هذه الأخبار مع (سياستها) أو لم تتفق، فستكون سياستها بحيث لا تعنى إلا بالحقائق وحدها فلا تخفف من أمر الأخبار أو تبالغ فيها، ولا تعلق عليها أو تؤولها لتتفق مع (سياستها)
وسوف تفسر الشك لصالح النشر في الحالات التي يتردد الصحفي فيها، فيرى أنه قد كون من صواب الرأي أن يمسك عن النشر.
وسوف لا تؤيد أية حكومة بالغة من السلطان والسطوة ما بلغت، أو تزكي أي سياسي كائناً من كان إلا لما تقتنع بصدقه من الأسباب العامة التي لا تخفيها عن الجماهير.
وسوف تكون خادمة وحده، ولصالح الشعب فقط، سوف تعترف بواجب الرعية نحو الحكومة، وتقر ولاء الشعب لأولياء أموره؛ وسوف لا تقود الشعب قيادة عمياء من طريق الزلفى إليه، فإذا هي تعامل جمهوراً وهمياً زاعمة أن القراء لا قبل لهم باحتمال القول الصريح والحقائق المرة؛ إذ من واجب الخادم الأمين أن يقول الحق لسيده.
وسوف تكون صحيفتي صحيفة قومية، لا صحيفة تعني بالروابط الجنسية والفوارق العنصرية؛ وسوف تطبع بطابع عام من سياسة الرجال الأحرار لا بطابع خاص بحزب الأحرار.
وسوف تجاهد في سبيل السلام الحقيقي من غير أن تنشده على ضوء النظريات السلمية التي تتجاوز طبائع الناس وطبيعة الحياة. فتكتشف الستار عن الأمور الجوهرية وتفصح عن المسائل التي تقتضيها ضرورة الحياة، تلك المسائل التي يكون من حق الأمم والرجال أن يحاربوا من أجلها حرباً لها ما يبررها ويزكيها، أو يموتوا في سبيلها موتاً شريفاً نبيلاً إن ضاقت بهم السبل، ولم يتيسر لهم طريق آخر يدعمون به حجتهم من الاحتفاظ بمقومات حياتهم؛ وسوف لا تقع صحيفتي أبداً في ذلك الخطأ الفاجع فيخيل لها أن اجتناب الاصطدام بين الأمم، وأن التوفيق بين المذاهب المتعارضة للشعوب المختلفة أمر ميسور، وهو خطأ اقترفوه عندما حسبوا أن اجتناب الحرب أمر ممكن ومرغوب فيه لذاته.
وسوف تكافح صحيفتي بكل ما وسعها من قوة ذلك النهج العدائي الخرق الماثل فيما يثور بين الأمم من جدل. ولكنها إلى ذلك ستذكر دائماً أن قلوب الرجال سوف لا تنصرف عن الحرب وما تنطوي عليه من روح الإقدام والمخاطرة انصرافاً أبدياً، ما لم يقدر للسلام أن