للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أعجبه، ولكنه سهو تقع تبعته على الذين أشرفوا على جمع الديوان. وقل مثل ذلك في الأبيات التي وردت في وصف النيل على أنها لإسماعيل صبري وهي لابن الخروف أبى الحسن الأشبيلي من شعراء القرن السادس. ومما يجعلني أقطع في براءة إسماعيل صبري هو أن هاتين المقطوعتين وردتا في الديوان دون أن تشتملا على شهادة بنسبتهما إلى الشاعر كما نرى في بقية أشعار الديوان.

بقيت هنالك مسألة التحريف اللفظي، ولعل الأديب الفاضل يراها مما يقوى زعمه، إذ يعد هذا التحريف تغييراً من إسماعيل صبري لكي يموه على الناس، ولكنه تغيير لم يوفق فيه، على رأى الأديب. والذي أراه أن هذا التغيير الذي لم يمس جوهر ذيتك البيتين الرائعين ما هو إلا تحريف لفظي كثيراً ما يقع في الشعر القديم. فبينما أنت تقرأ في كتاب الأغاني مثلاً تراه بعينه في كتاب آخر، ولكنه محرف بعض الألفاظ، ومثل هذا كثير. فلعل الكتاب الذي وعى منه إسماعيل صبري هذين البيتين هو غير الكتاب الذي أخذهما منه الشاعر محرم منسوبين إلى أبي بكر ابن دريد، ومن هنا حصل هذا التغيير الذي جعل الأديب حسين محمود البشبيشي يشهد هذه الشهادة الجائرة على الشاعر رحمه الله.

(نابلس)

فدوى عبد الفتاح طوقان

<<  <  ج:
ص:  >  >>