للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والمهم! هو أن يسجل النقد الأدبي أن كتاب (الأجنحة المتكسرة) ليس إلا ثورة على رجال الدين في لبنان، بغض النظر عما في تلك الثورة من صحة أو بطلان.

النقد الأدبي مؤرخ، وهو يسجل أعمال الناس، ومن الظلم أن يُسأل عن تلك الأعمال.

جريمة جبران

هي تأثره المكشوف بالأدب الأوربي في القرن التاسع عشر، وهو أدب جميل - ولكنه عليل - لأنه يجعل الحزن غاية الوجود.

ولكن الأدب الوجداني في القرن التاسع عشر غاية في الجمال لأنه غاية في الصدق، وهل ينسى الضمير الأدبي مآسي ميسّيه ولامرتين؟!

صدق جبران

ومع هذا فجبران صادق في بعض مناحيه الوجدانية، وهل يستطيع فتىً أن يبلغ العشرين في لبنان بلا آلام ولا آمال؟

وكيف يكون ذلك الفتى إذا طوّحت به المقادير إلى بلدٍ بعيد بعيد وهو موصول العهد بحبيب لا يرحمه التراب؟

الإهداء

أهدى جبران كتاب الأجنحة المتكسرة إلى: وقد سمت أنها إنسانة أمريكية كانت تنفق عليه لوجه الأدب الرفيع

فما السر في عطف تلك المرأة على جبران؟!

إن هذا الكاتب مغريً بوصف ما بين الإنسان والطبيعة من الصلات، وتلك حال لا يلتفت إليها الأدب الأمريكي كل الالتفات؛ فمن السهل أن نعلل إقبال تلك المرأة على جبران بأنها رأته (إنساناَ من الشرق) وكانت تعيش في بلاد تشغلها (السرعة) عن تعقب خطرات القلوب!

هو فتىً ضاقت عنه بلاده، مع أنها اتسعت لألوف الواغلين!

هو روح شرّده الشرق ليدرك سرائر الألم والحنين

هو فتىً يتحدث عن سلمى وليلى في بلاد لا تعرف غير مرجريت وسوزان

<<  <  ج:
ص:  >  >>