إنك تعرفين كيف تموتين، وأن دموعك الإلهية التي ذرفتها في تلك الليلة المخيفة، حيث كنت تصلين عبثاً، قد روت شجرة الزيتون المقدسة من المساء إلى الفجر.
وعندما ألقت عيناك نظرة على الصليب لتسبر غور هذا سر العظيم
رأيت أمك تجهش بالبكاء والطبيعة تلبس الحداد
لقد فارقتِ أصدقاءك على الأرض كما هجرت جسدك في القبر
سأبحث عن الموضع الذي زفر عليه فمها منك وداعها الأخير وهي تسلم الروح
لعل نفسها تُقبل لهداية نفسي الهائمة في حب إله واحد
ألا من حبيب يلبس الحداد يلتقط الإرث المقدس من فوق فمي وأنا على فراش الموت وقد اعتراني الاكتئاب والهدوء معاً كملاك مولّه الفؤاد.
فيسدد خطواته ويأتنس به في ساعته الأخيرة
فتنتقل تلك الوديعة المقدسة المنطوية على الحب والأمل من المرتحل إلى المقيم؛
وهكذا دواليك
إلى أن يأتي يوم تخترق فيه الأموات القبة المظلمة
يناديك صوت من السماء سبع مرات
فيوقظ هؤلاء الذين ينامون في ظل الصليب الأبدي
(الإسكندرية)
محمد أنور ولاية
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute