للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

شرعياً) منفصلاً أو شقة (بها غرفة واحدة للنوم وللجلوس ومطبخ ودورة مياه) منفصلة عن غرف المنزل الأخرى. وتسمى كل من الزوجتين أو الزوجات (ضُرَّة) وكثيراً ما يتحدث الناس عن مشاجرات الضرائر. ويستنتج طبعاً أن الصداقة لا تحصل دائماً بين امرأتين يقتسمان حب رجل واحد وحدبه. وكذلك الحال على العموم بين الزوجة والسرّية اللتين تعيشان في منزل واحد وفي أحوال متشابهة. ويحدث أحياناً إذا عقمت السيدة وحملت من دونها، زوجة كانت أو سرية، أن تصبح الأخيرة مفضلة لدى الرجل، (وتصغر في عينها) سيدة المنزل كما صغرت امرأة إبراهيم في عيني هاجر للسبب نفسه ولذلك كان كثيراً ما تفقد الزوجة الأولى مكانتها وامتيازاتها. وتصبح الأخرى سيدة المنزل يعاملها منافساتها والحريم جميعه والزائرات، لخطوتها عند الزوج، بنفس الاحترام الظاهر الذي كانت تتمتع به الزوجة الأولى. ولكن قد تستعمل الكأس المسمومة أحياناً للتخلص منها. وكثيراً ما يكون تفضيل الزوجة الثانية سبباً في تقييد الزوجة الأولى في المحكمة (ناشرة) بناء على طلب الزوج أو طلب الزوجة الأولى نفسها. ومع ذلك كان كثيراً ما يرى زوجات يخضعن إلى أزواجهن الخضوع المثالي الصادق في مثل هذه الأحوال، ويعاملن الزوجة المفضلة بود وطيبة. لبعض الزوجات جوار يشترين خاصة أو تقدم لهن قبل الزواج. وأولئك الجواري لا يصبحن سريات للزوج إلا بإذن تسمح به السيدة أحياناً (كما كان حال هاجر جارية سارة) ولكن ذلك نادر جداً. وكثيراً لا تسمح أيضاً الزوجة لجارتها أن تسفر في حضرة زوجها. وقد يتسرى الزوج بالجارية دون إذن سيدتها؛ وقد تحمل منه فيصبح الطفل عبداً إلا إذا بيعت الأم أو أهديت إلى الأب قبل ولادة الطفل.

والجواري البيض غالباً في حوزة الأتراك الأثرياء، أما سراري المصريين في الطبقتين العليا والوسطى فهن من الحبشيات. ويبدو أولئك الحبشيات من سيماهن ولون وجههن من جنس وسط بين الزنوج والبيض وإن كان الفرق بينهن وبين الجنسين كبيراً. ولكن الحبشيات يعتقدن أن ما بينهن وبين الجنس الأبيض من تفاوت قليل فلا يمكن حملهن على القيام بخدمة زوجات سادتهن مع الخضوع الواجب. وتشعر الجارية السوداء نحو الحبشية الشعور نفسه، ولكنها تخدم البيض بكل ارتياح. وأذكر هنا أن الجواري اللاتي يسمين حبشيات لسن، ما عدا القليل منهن، من بلاد الحبشة، ولكنهن من أقاليم الجلا المجاورة.

<<  <  ج:
ص:  >  >>