وأغلب الحبشيات جميلات. وتقدر الحبشية المتوسطة الجمال من عشرة جنيهات إسترليني إلى خمسة عشر، ولكن هذا نصف ما كان يدفع عادة ثمناً للواحدة من سنوات قليلة خلت. ويقدر أصحاب الشهوة في مصر الحبشيات كثيراً. ولكنهن رقيقات التكوين فيغني أغلبهن رويداً في هذا البلد. ويقدر ثمن الجارية البيضاء عادة من ثلاثة أضعاف إلى عشرة أضعاف الحبشية، وثمن السوداء حوالي النصف أو الثلثين أو ما يزيد بكثير إذا كانت تجيد الطهي. وتقوم الجواري السود بالخدمة.
ويدخل جميع الجواري تقريباً في دين الإسلام. ولكنهن على العموم لا يعرفن من دينهن الجديد إلا قليلاً. وأغلب الجواري البيض اللائى كن بمصر أثناء زيارتي الأولى يونانيات. وقد أسرت الجيوش التركية المصرية تحت قيادة إبراهيم باشا كثيرين من أبناء هذا الشعب البائس، وأرسل كثيرون منهم ذكوراً وإناثاً وأطفالاً ليباعوا في مصر. وقد قل طلب الجواري البيض فيما بعد لشيوع الفقر بالطبقات العليا في مصر. ويجلب من الجركس والكرج عدد قليل قد تلقى بعضهن نوعاً من الثقافة الأولية إذ يتعلمن الموسيقى وبعض الفنون الأخرى. وقد شغلت الجواري البيض مكانة أعلى من مكانة الحرائر في مصر عند الرأي العام. فكثيرات منهن كن رفيقات لعظماء الأتراك أو زوجاتهم. وكان الأتراك يفضلوهن على الأخريات. ويلبس أولئك الجواري أفخر الملابس، ويتقلدن الحلي النفيسة، وينعمن تقريباً بكل مستطاع، ويعتبرن في بعض الأحوال إذا لم يستعملن للخدمة سعيدات. وقد أثبت ذلك أخيراً - منذ انتهاء الحرب في اليونان - أن جواري كثيرات بقين أسيرات في الحريم، ولم يرغبن في الحرية. ولا يمكن افتراض عملهن نتيجة جهل بحالة أسرهن وأقاربهن، أو خوف التعرض للفقر. وإن كان يحتمل وإن كان يحتمل أن بعضهن حمل على البقاء تحت تأثير الظروف الدينية والأخلاقية التي أخضعن إليها قسراً، ولأنهن دخلن في سلطان سادتهن أطفالاً. ولكن إذا كان بعضهن سعيدات وقتاً ما على الأقل فهن قليلات نسبياً. وقد قدَّر لأغلبهن أن يخدمن زميلاتهن الحظيات أو السيدات التركيات، أو أن يتقبلن كرهاً ملاطفات عجوز غني، أو رجل أنهك الإفراط جسده وعقله، ثم يُعرضن للبيع إذا لم يكن لهن أطفال عندما يسأمهن سادتهن أو سيداتهن، أو عندما يموتون، أو يحررون ويزوجن من بعض الوضعاء الذين لا يستطيعون أن يمنحوهن إلا القليل مما تعودنه من