للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

الرفاهية. وتعتبر جواري الطبقات الوسطى أحسن حالاً من جواري الأغنياء؛ فلا يعكر صفوهن في أغلب الأحوال منافسة عندما يستخدمن للتسري، ولا يتعبن أو يشتد عليهن عندما يخضعن للخدمة. وكثيراً ما تكون حالة السرية أسعد من حالة الزوجة إذا دامت المحبة المتبادلة بينها وبين سيدها. إذ أن الزوجة قد تطرد في وقت غضب الزوج، فيوقع عليها طلاقاً لا رجعة فيه فتمسي في حالة فقر. بينما يندر أن يطرد رجل جاريته دون أن يدبر لها الأمر. فإن لم تكن تعودت الترف لا تتألم كثيراً أو إطلاقاً من هذا التبدل. فيعتقها السيد ويمنحها مهراً ويزوجها رجلاً طيب السمعة أو يقدمها إلى صديق.

وسبق أن ذكرت أن السيد لا يمكنه التصرف في جارية حملت منه وأعترف بولدها. وكثيراً ما يحدث أن تعتق هذه الجارية بعد الحمل فوراً وتصبح زوجة. فلا تستطيع الجارية عندما تعتق أن تقوم طويلاً مقام الزوجة شرعاً إلا إذا تزوج بها السيد. ويرى بعض الناس أن من العار بيع الجارية التي بقيت طويلاً في خدمتهم. ويفسد (الجلاّب) أو تاجر الرقيق - في الصعيد والنوبة - الجواري الحبشيات والسود أقبح فساد. ويندر أن ينجو من في سن الثامنة أو التاسعة من شدة عنف النخاسين. وكثيراً ما يلقى هؤلاء الأطفال والأحباش منهم خاصة، أنفسهم في النيل أثناء السفر، هرباً من قسوة (الجلاب). وتعتبر الجواري من أي طبقة أغلى ثمناً من الذكور في السن نفسه. ويعطى المشتري ثلاثة أيام تظل الجارية أثناءها في حريمه أو في حريم صديق له ليقدم النساء له تقريراً عنها. ومن أسباب إعادة الجارية إلى التاجر أن تغط في نومها أو تصر بأسنانها أو تتكلم أثناء النوم. وتشبه ملابس الجواري ملابس المصريات.

(يتبع)

عدلي طاهر نور

<<  <  ج:
ص:  >  >>