أحب أن أعرف كيف يجوز للفتى أن يتعطر ويزدان بإفراط وإسراف؟
أيفعل ذلك ليختلب لُبَّ امرأة؟
إن كان هذا ما يريد فقد أخطأ الصواب، لأن المرأة تشمَ الفتى الفحل، فتنجذب إليه ولو كان عاطلاً من الحُسن والرُّواء وبهذه المناسبة أقول:
هل فكرت الدولة في إحصاء ما ينفقه الفتيات والفتيان في التزين والتجمل؟
أكاد أجزم بأن (العِطر) في مصر هو سبب أزْمة (الفُول)!!!
وما هذه البدعة التي توجب أن يسير الشبان في الشوارع ورءوسهم عارية، برغم قسوة البرد في الشتاء؟
ألم أقل لكم إن الإنسان هو الحيوان الوحيد الذي يغطي رأسه من بين سائر الحيوان؟ فما زُهدُكم في تلك المزية الإنسانية؟
ولو كان ذلك التبرج لا يقع إلا من الشبان الوارثين لخفَّ الخطبُ وهان، ولكنه مع الأسف الموجع يقع من شبان يجهلون ما يعاني آباؤهم في تزويدهم بالقوت، فمن أين يجتلب أولئك الشبان نفقات الطلاء؟!
قد يقال إن تأنق الشبان صار بدعة عالمية.
وأقول إن ما يجوز في الغرب قد لا يجوز في الشرق، لأن الشرق في مطلع نهضة جديدة، وهي توجب أن يتخلق أبناؤه بأخلاق الأسود، وما سمعت ولا سمعتم أن الأسد يتعطر ويزدان.
أيها الناس
اسمعوا، وعُوا، وإذا وعيتم فانتفعوا
لا تسمحوا للمرأة بأن تتحكم في البيت، فما كان تحكُّمها إلا تحكم الضعفاء، وهو أشنع ضروب الاستبداد
ولا تسمحوا لأحد أبنائكم أن يستظل بظلكم بعد العشرين ولو كانت مواهبه تبشر بأن سيكون من أعلام الزمان
أما بعد فهذه كلمة عنيفة، ولكنها حجرٌ متين في بناء الجيل الجديد.
زكي مبارك