تفوق الملاحة والصباحة في هذه البلاد.
وأقول إن المرأة لا تسمح بنشر صورتها إلا وهي منخوبة العقل والوجدان!
كان من العسير على الفتى أن يتمثل صورة فتاةٍ عارية قبل أن تظهر بعض الأفلام وقبل أن تظهر بعض المجلات، وكان من الصعب أن تهتدي المرأة إلى بيت أحد الأقارب بدون دليل. . . واليوم يجوز ما يكن يجوز فنسمع أن المراقص تدار في بيوت بعض الأعيان ثم تُنشر صورها في صحائف يقرأها الجاهل قبل الحليم، ونسمع أن حفلة أُقيمت لغرض لا نسميه، وفيها تراقصَ أُناس لا تجع بينهم لغة ولا جنس ولا دين.
ليكن ذلك، فنحن في (القرن) العشرين
ولكن البيت، البيت، البيت؟؟؟
احذروا ثم احذروا من أن ترقص المرأة في البيت!
واحذروا ثم احذروا من أن يكون للمرأة في البيت أي سلطان!
يرحمك الله، يا أبي، فقد كنت لا تدفع ثمن النعل إلا بعد أن تجربه على رؤوس زوجاتك، وكانت أحبهن إليك أصبرهن على أذاك.
اليوم يجوز ما لم يكن يجوز
اليوم تعارض المرأة زوجها في توافه الشؤون، وتنتصب أمامه كالحية النضناض، لتسأله كيف تأخر عن موعد الحضور دقيقة أو دقيقتين!
ثم ماذا؟
أترك الحديث عن سخافة المرأة وأنتقل إلى حماقة الأبناء فأقول: هل تعلمون أن من شباب اليوم من يظلَّ عالةً على أبيه إلى سن الثلاثين!
ولكن كيف؟
بحجة أنه لا يزال طالباً في أحد المعاهد العالية!
أسقط الله سقوف تلك المعاهد على رؤوسكم، يا جهلاء!
بأي حق يجوز أن يبلغ الفتى سن العشرين قبل أن يصلح للاضطلاع بأعباء المعاش؟
الجواب حاضر: لأنه يستبيح المشي في الشوارع وكأنه غادة بلا نقاب، ولأنه يعتمد على أمه في استغفال أبيه، فيصل إلى الثلاثين قبل أن يصلح لشيء من صالح الأعمال.