للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لنا السلف من تلك الأحاديث، وتمييز الصحيح منها على أساس قوة السند وصحة المتن، ولكني أخالفه أن يكون ذلك بتغيير كتب الحديث القديمة، إذ يرى أن نبدأ بالحديث فننخل كتبه، ولا تبقى فيها غير الصحيح مما يخالف متواتر النقل، وصريح العقل، وما أثبته العلم، وشهد به الحس.

فهذه الكتب أصبحت أمانة تاريخية بأيدينا، فيجب أن نبقيها على حالها، لتشهد بحال رجال الحديث في تلك العصور، وتبين مقدار اجتهادهم في تمييز ما صح من الأحاديث، وقد جرت الأمم على صيانة تاريخها من التغيير والتبديل، وعملت على حفظ نواحيه كلها حتى ما يرجع منها إلى الأساطير، وهذا إلى أن عملنا سيقوم على أساس الاجتهاد، وهو يتغير بحسب المجتهدين، ويختلف باختلاف العصور والأحوال.

فيجب أن نبقي كتب الحديث على حالها، وأن نؤلف كتباً جديدة تنصرف فيها نشاء باجتهادنان، ونثبت فيها ما نرى إثباته من الأحاديث، ونحذف منها ما نرى حذفه، وقد يأتي من بعدنا فيعمل في كتبنا ما عملناه في كتب من سبقنا، فباب الاجتهاد مفتوح إلى ما شاء الله، والكمال لله تعالى وحده.

عبد المتعال الصعيدي

فتوى في المذاهب الصوفية

هناك ناحية أخرى من نواحي الإصلاح إلى الآن لم يتعرض لها أحد، وهي لا تقل لخطرها عن إصلاح الأزهر، تلك هي (الطرق الصوفية)

الطرق الصوفية مبثوثة في القرى والدساكر، وهي تلقن العوام وأشباه المتعلمين البدع والضلالات، ولو كنتم ممن يسكنون القرى أو لو كنتم ممن يتصلون برجال الطرق الصوفية عن كثب لجعلتم المجهود الذي توجهونه للأزهر وحده مناصفة بينهما.

وقد اطلعت على الفتوى المرسلة مع هذا في كتاب (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي) ج١١ صفحة ٢٣٧، ٢٣٨ عند تفسير قوله تعالى: (قالوا لن نبرح عليه عاكفين حتى يرجع إلينا موسى) فعسى أن تنشروها بمجلة الرسالة الغراء ليطلع عليها الملأ رجاء أن يكون في نشرها ما ينفع

<<  <  ج:
ص:  >  >>