وإننا لنلمح هذه الشخصيات في جميع ما اثر عنه ودون في الكتب، ومنه ما تظهر الشخصية التي صدر عنها دون أن يخالف فيه أحد، ومنه ما تخفي شخصيته خفاء تتفاوت الأنظار فيه، وتختلف الآراء في تقديره
ولو أننا تتبعنا المروي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأعطيناه نظرة فاحصة يتميز بها ما كان صادراً عن كل شخصية من هذه الشخصيات ولم نخلط بعضها ببعض، ورتبنا على كل منها آثاره، وأعطيناه حقه، لسهل على المسلمين أن يتفاهموا فيما شجر بينهم من خلاف، ولتصافح المتخالفون، ولما رمي أحد سواه بالكفر أو الزندقة، ولعلم الجميع ما هو شرع دائم لا سبيل لمخالفته أو الخروج عنه، وما هو تشريع خاص، أو مؤقت لهم أن يتصرفوا فيه بما تقضي به المصلحة، وبما توحي فيه الظروف والأحوال
لو فعلنا ذلك لما أبقينا على أسباب هذا الخلاف والتناكر بين أفراد الأمة وطوائفها، ولرجعنا إلى كلمة سواء في العبادات والمعاملات والآداب والنظم الاجتماعية وسائر شئون الحياة، ولانتفع الناس بشرع الله ودينه. ولكنا كما يريدنا الله (خير أمة أخرجت للناس). وفقنا الله جميعاً إلى الرشاد وبصرنا بالحق والصواب