يقع على هتلر وحده بل ينصب علينا إلى حد ما. فلقد سمحنا
في الماضي لإنتاجنا الصناعي العظيم أن يتحكم فينا وأن
يتغلب على مثلنا العليا. . .)
أجل، هذا هو موضع الداء، وضع (ويلكي) إصبعه عليه. . فإن أمريكا كان يجب أن يكون موقفها بعد الحرب الماضية موقف (بوليس) العالم بعد أن كان انضمامها للحلفاء في تلك الحرب أعظم مرجع لكفتهم، وبعد أن تلقى المعسكران المتحاربان مبادئ الرئيس (ويلسن) الأربعة عشر باللهفة والقبول والاستبشار. وكان فيها المثل الأعلى المنشود، وكان شرف أمريكا يقضي عليها أن تقوم على تنفيذ تلك المبادئ التي قدمها رئيسها باسمها، وأن تعلن حرباً على من يخالفها حتى يفئ إلى أمرها
ولكن ما شغل به العالم بعد الحرب من التهافت على المتاع المادي للتعويض عما أصابه من آلامها، وما رأته أمريكا من عودة ذوي النزعات المحافظة إلى أساليبهم القديمة في مزالة السياسة الدولية، وما قضت به مساعي الرأسماليين والاستعمار الأنانيين من بقاء العالم في أدوائه القديمة. . كل هذا ثبط من عزيمة أمريكا وجعلها تترك العالم القديم في شقائه وتقنع هي بعزلتها السعيدة
ولكن هاهي ذي يد الأقدار تمتد لتنتزعها من هناء عزلتها وتحشرها مع بني عمومتها وتدفعها في معهم في هذه الحرب الزبون برجالها وأموالها وقضها وقضيضها. . . وما أظنها ستنسى واجبها مرة ثانية حين يعود السلام. ومن هنا ينبعث نور الأمل، لأن أمريكا عمل عظيم في طريق أمل أعظم!
وبعد، فإن ذكرى هجرة الرسول الأعظم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ينبغي أن تبعث في قلوب المسلمين روح الاستعداد لانتقال عظيم يجب أن يقدموا عليه بعد هذه الحرب للوقوف في صفوفهم الأمم التي ستشترك في إقامة الحياة العادلة السعيدة التي تخدم أهداف الإنسانية جميعاً. وإنهم لجديرون أن يقدموا للعالم أعظم المبادئ التي تقوم عليها السلامة الاجتماعية والمساواة الفردية والدولية التي تنشدها الأمم وتنادي في كفاحها
فليهاجروا إلى حياة الحق والعدالة التي في دينهم بأرواحهم وأفكارهم حتى يكونوا نماذج